سويسرا في 30 ديسمبر 2010 مساندة لتحركات شعبهم في مختلف المدن التونسية، دعت جمعية الزيتونة بسويسرا والتي تضم عددا كبيرا من العائلات التونسية المهجرة في سويسرا الى تنظيم وقفة احتجاجية ، حضرها عشرات التونسيين، رجالا ونساء، شبابا وأطفالا من مختلف محافظات سويسرا مساء يوم الخميس 30 ديسمبر 2010 بساحة هيلفيتسيابلاتز (Helvetiaplatz) بالعاصمة السويسرية برن. يأتي تحرك الزيتونة استجابة لنداء الواجب الوطني في الدعم المعنوي لنضال الشعب التونسي من أجل الكرامة والحرية. فقد تفجرت الاحتجاجات الشعبية بمدينة سيدي بوزيد بعد محاولة الانتحار التي أقدم عليها خريج الجامعة و العاطل عن العمل محمد البوعزيزي بعد استنفاذه سبل العيش الكريم. وامتدت التحركات الى باقي مدن المحافظة لتشمل كل مناطق البلاد. وأمام اعتماد الخيار الامني للسلطات التونسية بلغت حد استعمال الذخيرة الحية لمحاصرة هذه الانتفاضة الشعبية العارمة مما أدى الى سقوط قتلى وجرحى في مواجهات دامية، نظمت تحركات المساندة في دول المهجر بأوروبا لدعم شعب أعزل يتصدى بأجساد أبنائه لآلة البطش الشرسة التي تعتمدها دولة تغولت على حساب رعيتها نهبا و فسادا وفتكا. افتتح التجمع بالنشيد الوطني التونسي تعبيرا من المهجرين عن تعلقهم بوطنهم رغم المحن وتمسكا بالشرط الجامع لكل التونسيين ألا وهو حب الوطن خاصة في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها أغلب مناطق البلاد. ثم تتالت الشعارات المطالبة بحق الشغل لجميع التونسيين وبوضع حد للفساد المستشري في البلاد خاصة من لدن الأسرة الحاكمة. وقد تطابقت المضامين مع مطالب أبناء الشعب التونسي الرازح تحت نير الظلم والاستبداد فرددت الحناجر "التشغيل استحقاق يا عصابة السراق" و " لا لا للاستبداد يا حكومة الفساد" وهو ما يعبر على وحدة المطالب والهم المشترك لأبناء تونس في الداخل والخارج. و رددت شعارات بالفرنسية والألمانية تطالب بالحرية لتونس وبرحيل الطغمة المستبدة. كما رفعت لافتات بالعربية والفرنسية والألمانية تعبر عن المساندة المطلقة للمضطهدين في تونس والتمسك بحق التحرر والانعتاق من نير الدكتاتورية والاستبداد. بعد ذلك تناول الكلمة المهندس العربي القاسمي رئيس جمعية الزيتونة. حيى فيها الحضور وتوجه بتحية اكبار الى أبناء تونس البررة داخل الوطن المنتفضين من أجل كرامتهم والمسفهين لنعوت الذل والهوان التي سيموا بها ردحا من قلة لا تقيم للشعوب قيمة ولا اعتبارا. وعبر عن مساندة جميع الحاضرين لنضالات الفئات المهمشة والمحرومة في مطالبها الشرعية في الشغل والحرية منبها الى ضرورة تفادي محضور العنف الذي تدفع اليه بعض الاطراف لتبرير عنف الدولة . كما اعتبر اقدام الشاب البوعزيزي على الانتحار يحمل دلالة خطيرة على حالة الاحباط واليأس التي بلغها شباب تونس المتعلم جراء الحرمان والتهميش الذي يعيشه. وتلى أمام الحاضرين جزء من اشعاره التي تضمنت افتخارا بانجازات شعب تونس الثائر ودعوة الى مزيد الصمود والتشبث بسبل النضال والتضحية من أجل غد أفضل. تحدث بعد ذلك الناشط الحقوقي أنور الغربي، وحمل في بداية كلمته الدول الغربية وخاصة فرنسا التي تساند النظام الدكتاتوري وتدعمه بسخاء وهو ما يطيل أمد الظلم والاستبداد وألمح الى انه كان حريا بهذه الدول أن تكون وفية لشعاراتها في الحرية والعدالة والديمقراطية وأن لاتدعم سلطة النهب والفساد في البلاد وأشار الى ضرورة أن يتعرف السائحون الاجانب على الجانب المخفي في صورة تونس من ظنك حياة يكابدها التونسيون جراء نظام فاسد ظالم استباح حرمات مواطنيه. كما نوه بجهود جمعية الزيتونة في دعم أبناء الشعب التونسي في انتفاضتهم واعتبر أن هذه الوقفات هي أبسط ما يمكن تقديمه لهذا الشعب الوفي. كما ترحم على روح الفقيد عزالدين القفصي الطيار التونسي الذي ترجل اخيرا بمدينة جينيف بعد قرابة نصف قرن في المنفى دون أن يطأطئ الرأس للظالمين حتى أن السلطات التونسية تلكأت في استقدامه مسجى في كفنه. هذا ودعا بعض الحاضرين الى مواصلة هذه التحركات في باقي المدن السويسرية حتى نؤمن الدعم الكافي لاهلنا في تونس ونعرف بقضية شعبنا لأكبر عدد ممكن من السويسريين. وفي آخر التحرك ردد الجميع ثانية النشيد الوطني التونسي تعبيرا عن التعاهد مجددا لمواصلة المشوار النضالي مع الجماهير في الداخل من أجل تحقيق قيم العدل والحرية على أرض الخضراء تونس. إسماعيل الكوت / سويسرا