المداخيل الجبائية تسجل زيادة بنسبة 4ر6 بالمائة الى موفى اوت الفارط -تقرير وزارة المالية-    يوسف الصديق: اتصلت بقافلة الصمود للمشاركة فتم رفضي    مشروع ميزانية 2026 يقترح أكثر من 51 ألف انتداب جديد بينها تسوية أوضاع العاملين في الحضائر والأساتذة النواب    الدينار التونسي يسجل إلى موفى سبتمبر 2025 تحسنا مقابل سعر صرف الدولار    قيمته ليست لها حدود: زيت الزيتون.. بترول تونس    رسالة من زوجة البرغوثي إلى ترامب.. ماذا طلبت؟    كأس الاتحاد الإفريقي: الملعب التونسي والنجم الساحلي في مهمة مصيرية لقلب المعطيات وبلوغ دور المجموعات    بطولة القسم الوطني "أ" للكرة الطائرة – برنامج معدل للجولة الافتتاحية    الدولي المغربي حكيم زياش ينضم إلى الوداد البيضاوي    انطلاق الدورة الأولى من المهرجانات الإقليمية لنوادي الأطفال المتنقلة حول "التغيرات المناخية والثروة الحيوانية"    وحدة القسطرة الدماغية بالمعهد الوطني لطب الأعصاب بتونس تحقق نقلة نوعية في مجال التدخلات العصبية الدقيقة    كيفاش الديوانة التونسية منعت تهريب ''رأس أسد ثمين جدّا''؟    وزارة الداخلية تنتدب..#خبر_عاجل    منصّة رقمية باش تراقب الماكلة وتضمن الأمن الغذائي للتوانسة ...شنوا حكايتها ؟    الفنان محمد رشيد راجح في حاجة للتبرع بالدم    روزنامة الامتحانات لتلامذة الابتدائي: شوفوا التواريخ وشنوا لازم تعرفوا!    عاجل: ''تيك توك'' يُدمّر دماغك    زيادة واردات تونس من موّاد التجهيز والموّاد الوسيطة علامة على تحسّن النمو الاقتصادي    تأجيل النظر في قضية عبير موسي المعروفة ب"مكتب الضبط"    هيئة المحامين تنظم وقفة تضامنية تعبيرا عن دعم المحاماة التونسية للمحكمة الجنائية الدّولية..    حالة الطقس لهذا اليوم..أمطار بهذه المناطق..#خبر_عاجل    عاجل/ انقلاب حافلة لنقل العملة..وهذه حصيلة الجرحى..    عاجل/ رفض الافراج عن هذا القيادي بحركة النهضة..    متبرعان بالأعضاء ينقذان حياة 5 مرضى..وهذه التفاصيل..    عاجل/ ما مقدار نسبة الزيادة في أجور القطاعين العام والخاص؟!..    ريباكينا تحجز مكانها في البطولة الختامية للتنس للعام الثالث تواليا    تلميذ يسقط من حافلة نقل مدرسي...والمسؤول عن الصيانة كان قد حذّر من 17 حافلة    عاجل : رسالة لابن فضل شاكر تثير تعاطف الجماهير ....كلمات مؤثرة    تقرير ال BEA: حادث مطار نيس سببه خطأ بشري محتمل    توتر غير مسبوق بين واشنطن وتل أبيب.. مسؤولون أمريكيون يعلنون أن إسرائيل "خرجت عن السيطرة"    عاجل: كانوا في طريقهم للعمل ... إصابة 50 عاملاً في انقلاب حافلة في بنزرت    إنتر ميامي يمدّد عقد ميسي حتى 2028    المنتخب الوطني لكرة السلة: قائمة اللاعبين المدعوين للتربص    افتتاح مهرجان مسرح الجنوب بتوزر    إنتقالات: لاعب تونسي يحزم حقائبه إلى ليبيا    محكمة النقض في بلجيكا تأمر بالإفراج عن نزار الطرابلسي تمهيداً لترحيله إلى تونس    اكتشاف علمي يُغيّر فهمنا للأحلام    الادارة الجهوية للصحة بين عروس تنظم يوم توعويا حول الرضاعة الطبيعية يوم 4 نوفمبر القادم    ليبيا: جرحى في اشتباكات مسلحة بمصراتة    النادي الصفاقسي يفوز وديا على نادي أولمبي الزاوية الليبي    مادورو لواشنطن: لا لحرب مجنونة.. أرجوكم    ملعقة من زيت الزيتون يوميا.. ما تأثيرها على صحتك؟    مصر.. تعطل الدراسة في 38 مدرسة حرصا على سلامة التلاميذ    تونس تطلق المنصّة الوطنية لرصد الأمن الغذائي foodsecurity.tn    بعد يوم من مثوله أمام المحكمة: محمد شاكر يصدر أغنية مهداة إلى والده فضل شاكر    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    أولا وأخيرا: «مبروك هالحصان»    خطبة الجمعة ..حذار من موت الفَجأة    وزير الفلاحة يفتتح بقبلي موسم جني التمور ويؤكد أنه قطاع محرك للنمو ومصدر للعملة الصعبة    سحب أحيانا كثيفة مع أمطار متفرقة ليل الخميس    سيدي بوزيد: اعطاء اشارة انطلاق موسم جني الزيتون    افتتاح ندوة دولية حول التعاون التونسي الفرنسي في مجال الآثار    زحل المهيب: أمسية فلكية لا تفوت بتونس    التونسيتان بيسان وبيلسان كوكة تتوجان ببطولة مسابقة تحدي القراءة العربي في موسمها التاسع    العثور على جثة متحللة داخل منزل منذ عام بالقيروان    تونس ضمن أفضل 25 وجهة سياحية في العالم كمكان رائع للغوص    المنستير ولمطة في عدسة التلفزيون الإيطالي: ترويج جديد للسياحة التونسية    ما معنى بيت جرير الذي استعمله قيس سعيّد؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنما قوام الأمم بالتضحيات والقرابين
نشر في الحوار نت يوم 15 - 11 - 2010

يطيب لأسرة الحوار.نت مجددا أن تتقدم إلى الأمة الإسلامية قاطبة بمناسبة عيد الإضحى لهذا العام ( 1431 2010 ) بأطيب التهاني آملين في يوم خيرا من أمسها وغد خيرا من يومها وسائلين أسباب النهضة و مفاتيح التقدم.
أي مصير كان ينتظر العرب لو تخلف الإسلام.
الإنتماء إلى العروبة ليس لسانا فحسب بل أمة قادها الإسلام يوما إلى أرقى مدارج النهضة والتقدم والحضارة دائرة كبيرة متقدمة من دوائر الإنتماء وبمثله الإنتماء إلى دوائر أخرى أدنى درجة من مثل الإنتماء إلى المشرق أو المغرب أو اللسان واللهجة أو اللون سوى أن الإنسان كل إنسان بسبب نطفة الروح الغيبية التي نفخت فيه تكريما ورفعة وتفضيلا وتعليما وتأهيلا لعمارة الدنيا والسيادة فيها تحت لواء من كرمه ورفعه وفضله وعلمه وإستعمره فيها وإستأمنه عليها يعقد خطامه الذي به يعرف ويقود ويقاد بدائرة إنتماء وحداء هي : الدين. ذلك الإختيار العقلي الطوعي الذي يرتفع بما دونه من دوائر ولاء أكثرها إكراهي قسري من مثل العروبة واللون ليؤسس للإنسان بطاقة هويته الثقافية والحضارية التي يحجز على أساسها مكانه المناسب فوق الأرض وتحت الشمس.
من بدهيات المعرفة بالتاريخ أن العرب قبل الإسلام لم يكونوا سوى قبائل متفرقة متناحرة في أغلب الأحيان تكاد تنضوي حضارتها بأسرها تحت لواء صناعة الكلمة التي برعوا فيها براعة لا مزيد عليها لمستزيد حتى يأذن الباري سبحانه بطي السماء طي السجل للكتب من جهة أولى وخلق جمع إليه في نشاز عجيب أو توافق أعجب أرقى الشمائل من مثل الكرم والشجاعة والشهامة والمروءة ملوثة بأحط السفاسف من مثل الفردية المستكبرة والفحولة المنتفشة والثأر الأعمى والجفاء البدوي من جهة ثانية.
من أروع خلاصات علامة فقه الإجتماع السياسي العلامة المرحوم إبن خلدون أن العرب كانوا أدنى إلى إحتضان رسالة الإسلام مقارنة مع الأمم التي كانت تهيمن يومئذ على جزء كبير من الأرض ( الأكاسرة والرومان) ليس بسبب صناعة الكلمة العجيبة فحسب التي تتجدد بالإشتقاق والتوليد لتحيط بكل المعاني مهما تطورت الأزمان في سلاسة وإنسياب وتعدد دلالي يصنع التكامل بين المفهومات بمثل ما يصنع التعارف بين اللغات ومستخدمي اللغات ولكن كذلك بسبب عاملين لا قيام للحضارات و الثقافات إلا بهما : خلقي الكرم والشجاعة ومن بناتهما الشهامة والوفاء والتضحية.
إعتمد الإسلام ذلك قاعدة إرتكاز خلقية متينة عند العرب فعمد إلى تنقية خلقي الكرم والشجاعة من الأبهات المستكبرة ليكون الكرم والشجاعة مادة فقه القربان الأولى فيه واللون الذي به تتلون ثقافة التضحية.
من ذيول تلك الخلاصات الإجتماعية الذهبية الخلدونية أن العرب يختزنون أسباب القيادة والريادة والإمامة والشهادة على الناس بسبب ذينك الخلقين بعد تهذيبهما وتأهيلهما ليكونا أساس إجتماع حضاري قوامه الإعتصام والوحدة والتواصي بأسباب القوة من جهة والشورى والكرامة والتعدد من جهة أخرى.
إنما إختار الإسلام العرب ليكونوا سفراء رسالته لأجل بسط ثقافة الإجتماع في مهد أمة على قدر كبير من الخلق ولكنها على قدر أكبر من ذلك على الأنفة المستكبرة.
قوام الأمم بالتضحيات والقرابين.
إرتفاع الإسلام بالعرب بمثل ما أنف ذكره لم يكن في قوانين الإجتماع السياسي البشري بدعا من الأمر بل هو ناموس مبسوط إلى البشرية جمعاء بأممها و شعوبها وقبائلها ومختلف تشكلاتها التنظيمية. قانون محايد لا يؤمن الرفعة للمؤمنين حتى لو خذلوا أنفسهم عنه ولا يحجزها عن غيرهم حتى لو أخذوا به. ( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر).
خذ إليك تجربتين رائدتين في الأخذ بقانون التضحيات والقرابين توسلا إلى نشدان الرفعة والسؤدد والتقدم. اليابان وألمانيا. أضحتا بعيد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها قفارا لا يستهوي حتى تغريد البوم فلما أخذتا بقانون التضحيات والقرابين عزما صحيحا على إستعادة الأمجاد وبناء العمارة وإحتلال المكان المناسب تحت ضوء الشمس طاولتا أعتى القوى التي صبت عليهما جام غضبها في تلك الحرب : الولايات المتحدة التي أمطرت هيروشيما وناكازاكي بالقنابل الجرثومية المحرمة دوليا أملا في إبادة مستقبل اليابان و الحلفاء الذين ألجموا أطماع هتلر وأخضعوا ألمانيا إلى التقسيم من جهة وإلى الحظر القاسي جدا على وجودها العسكري وتأثيره من جهة أخرى.
أليست ألمانيا تتصدر قائمة الدول الأكثر تصديرا في الأرض كلها منذ عام 2006؟
ألم تحقق وحدتها المغدورة في غضون نصف قرن فحسب بل أقل؟
ألم تصنع اليورو تعاونا مع فرنسا لإحكام القبضة الإقتصادية أو ما سماه أحد المحللين الإقتصاديين البارزين : الإحتلال الإقتصادي الجديد إستبدالا للإحتلال العسكري التقليدي القديم سيما مع نشوء منظمة التجارة الحرة في الفاتح من يناير عام 2005؟
أليس ينافس كل من اليورو اليوم والين الياباني الدولار الأمريكي والجنيه الإنجليزي منافسة فرسان الرهان؟
لك أن تضيف إلى قائمة الآخذين بقانون التضحيات والقرابين : الصين والهند وبعض نمور جنوب شرق آسيا..
بل لك أن تضيف إلى القائمة تحديثا : تركيا..
التطبيع المطلوب هو مع التاريخ والجغرافيا وليس مع الإحتلال والصهيونية.

التطبيع مجردا سنة وقانون. قال علامة فقه الإجتماع السياسي إبن خلدون عليه رحمة الله سبحانه قالة لا يخطئها لسان اليوم : الإنسان مدني بطبعه. أي أنه ميال إلى التطبيع مع وجوده المدني عمرانا بشريا وإجتماعيا وطبيعيا تأقلما مع التاريخ والجغرافيا وإتجاه الناس من حوله فيما يوافق الفطرة والسنن والدين والخلق. أما التعرب الجاهلي بجفائه وغلظته وفردانيته وكبره ووأده للمرأة حية فهو أمر إنما أهل الإسلام العرب بمثل ما أنف لوداعه.
التطبيع مجردا محمود. ولكنه أشد حمدا عندما يكون مع التاريخ والجغرافيا ومعطيات المحيط. التطبيع العربي مع التاريخ معناه رهن النهضة المعاصرة بالإسلام أما مع الجغرافيا فمعناه إستثمار باطن الأرض الموار بالذهبين الأحمر والأسود بمثل إستثمار باطن البحر الموار بالحلي والغذاء.
التطبيع مع الجغرافيا يعني كذلك فك ألغاز التفرق ووأد أخاديد التمزق وبناء وحدة عربية إسلامية يسود فيها التعاون والتكافل والتآخي والإيثار ومواجهة التحديات الحقيقية المتربصة.
مفهوم جدا أنه إذا فشلنا في تفعيل التطبيع المطلوب مع التاريخ ومع الجغرافيا أن نتوجه إلى التطبيع مع الذئاب التي تعمل على إفتراسنا وأشد الإفتراس شناعة أن تفترس وأنت حي تنبض شرايينك بالدماء ولا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها كما قالت العرب لو أنا ذبحنا ثم سلخنا ولكننا نسلخ ولا نذبح نكاية وتشفيا وإستكبارا غربيا ماديا رومانيا صهيونيا.
بم نضحى حتى نحقق رفعتنا المنشودة.
شرع الإسلام لنا نحن العرب شريعة الأضحية لأجل تحقيق مقاصد معلومة وليس لأجل الأكل والشرب والفرح ولقاء الأحبة فحسب. تلك مقاصد فرعية جزئية ثانوية يمكن تحقيقها بما هو أدنى من متطلبات شريعة الأضحية.
المقصد الأسنى من شريعة الأضحية هو غرس ثقافة التضحية والبذل والعطاء والإيثار والكرام والسخاء والجود والتكافل والتضامن والتآخي والتعارف والإجتماع .. غرس كل ذلك فينا وفي أجيالنا المتعاقبة وناشئتنا جيلا من بعد جيل. الإنسان إنما تصنعه ثقافته التي تشربها رضيعا ويافعا وشابا في مختلف البيئات. بل يتشربها قبل ذلك في بطن أمه يوم لم يكن شيئا مذكورا بعد.
مطلوب منا اليوم أن نضحي:
1 بالفردية والأنانية المفرطتان فينا من حيث أننا أفراد وفي أولي الأمر منا في كل المستويات لأجل توفير الصيغة الإجتماعية العادلة الوسطى جمعا بين مكانة الفرد المكرم وبين حق الجماعة. ليس ذاك داء ينخر السلطان ومؤسساته فحسب كما يظن بعضنا بل هو داء ينخرنا نحن أيضا. كثير منا لا يصبر كثيرا على الإجتماع فيهرع إلى التفرد بأي صورة من صوره ظنا منه أنه يمكنه أن يطوع أمة أو جماعة أو حزبا لإرادته أو أنه يمكنه الإستقلال بشأنه في مثل الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية التي نحياها اليوم في زمن التكتلات الشرسة.
2 بمشاعر الأخوة الفياضة وبما تثمره من حياء أو رهبة لأجل توفير صيغة مناسبة توفق بين أولوية تلك المشاعر وبين المبادرة إلى التصحيح المطلوب والنصيحة التي هي الدين ذاته كما جاء في الحديث. إيثار السلامة هنا رعاية لإعتبارات روحية معنوية هو الخطأ الكبير الذي لو تحول إلى ثقافة عامة عند الناس لما كان مصيرنا غير مصير ركاب السفينة التي أخبر عنها الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام : „.. لو أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جمعيا”.
3 بالأشكال الظاهرية ما لم تكن مطلوبة لذاتها لأجل تحقيق القيم المطلوبة. أما إذا ساوينا بين الشكل والجوهر في مستوى طلبهما وفي كل الأحوال فإننا كثيرا ما نطغى بالأول على الثاني وتكون صورة القيم التي نحملها إلى الناس في إثر ذلك مشوهة لا يهتدي إليها سوى من يقترب منها كثيرا جدا ومن يقترب منك اليوم وأنت مصنع الإرهاب في عيون الآخر.
4 بحبنا لتقدير الآخرين سيما من رجال فئتنا أو طبقتنا لأجل الإصداع بما يتوصل إليه المجتهد فردا كان أو هيئة من تجديدات وترجيحات وآراء غير معهودة. أما إطباق الصمت على ذلك حفاظا على سعينا لجلب و الحفاظ على تقدير الآخرين لنا فهو غير بعيد عن كتمان النصيحة أو مسالك الإمعية واللامبالاة والسلبية. إنما برز المجددون والمجتهدون بذلك وليس بموافقتهم غيرهم. أنى تنسب نفسك لإبن تيمية وأنت توافق الناس في كل شيء؟
5 بالتعصب والإنغلاق والتقوقع على ما عندنا في الفقه والفكر والإتجاه لأجل تأطير أنفسنا إطرا دائبا مطردا على قبول الإختلاف وفهم التعدد والترحيب به تحت سقف الثوابت العليا. ثوابت الإسلام لمن إختلف معنا داخل الإسلام في فروعه وذيوله وثوابت الحياة والإنسان والفطرة لمن إختلف معنا في ذلك.
6 بمشاعر النقمة والغضب والضيق لأجل بسط الرحمة والإئتلاف والتشاور كلما وسعنا ذلك إستيعابا عمليا لإيماننا بالتعدد والتنوع وتقديما لأولويات التضامن والتكافل في المادة والمعنى سواء بسواء على التفرق والتشرذم.
7 بحبنا للرجال مهما علا كعبهم لأجل تنفيذ قالة ذهبية نتغنى بها ثم نطويها : فلان حبيب إلينا ولك أن تقول : زعيم ملهم خالد علامة فهامة لم يجد الزمان بمثله .. ولكن الحق الذي رأيناه أحب إلينا منه. أي تقديم مقتضى الدليل الذي توصلنا إليه على حبنا لفلان أو تقديرنا لجهد علان إذ يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال.
تلك تضحيات وقرابين أعسر علينا من التضحية بالمال والجهد.
فشا فينا خطأ أن التضحية لا تكون بغير المال والجهد والنفس أو أن التضحية بذلك هي المقصود وهي المطلوب. ولكن الصحيح أن كثيرا منا يضحي حتى بنفسه أو بماله أو بجهده وبلائه فينجح في الإمتحان ولكنه يخفق في إمتحان التضحية برأيه في قضية فرعية لأجل تقديم رأي الناس في قضية كبيرة.
التضحية ببعض ما أنف ذكره ليس يسيرا على كل من هب ودب بل هو عسير إلا لمن يسره الله له بترويض نفسه عليه يوما من بعد يوم.
إنما تقوم الأمم والشعوب بثقافة التضحيات وتقديم القرابين ثمنا لتقدمها ومهرا لسؤددها.


الحوار.نت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.