بقلم: خلدون الخويلدي سئل مصعب بن جبير عن الأحوال، فذكر النقص في الأموال، التي هي قوام الأعمال، لكنه اشتكى خصوصا من قلة النصرة أمام ما نواجه من الأهوال، التي تحبس الدم في الشريان، فيتوقف عن الجريان، و يسرع اللسان بالهذيان. قال: قرأت في وثائق جوليان، أن صديقه رأى رأي العيان، الوحش يحشر مع العريان، ويؤتى بنفر من العربان، ليشنقوا على الصلبان، أو يذبحوا كالقربان. لقد عُذّبوهم تعذيبا، وأرهبوهم ترهيبا، لما أرسلوا عليهم كلبا و ذيبا، وفتحوا في كل مكان بوغريبا. و أنه أضاف قائلا: فسمعت بكاء شديدا ونحيبا، يجعل الولدان شيبا، فقلت في نفسي: كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا، ثم لم ألبث أن سرّبت تسريبا، أفضح كل ذلك تقريبا، يبرز كيف أنهم منعوا عنهم طبيبا، ولم يستدعوا لزيارتهم أبا حبيبا، أو أخا قريبا، و كيف اعتبروا كل شاب إما جنديا أو نقيبا. فهل كنت مصيبا، و هل كان أسلوبي معيبا، لما نشرت غسيلا كم رشُّوه عطرا و طيبا، رغم أني كنت لهؤلاء ربيبا.؟ ثم أردف قائلا: أنظروا كيف قّلبوا الأرض تقليبا، ليهرّبوا الذهب الأسود تهريبا، ويشوّهوا تاريخا ناصعا حليبا، وفوق ذلك شرعنوا أسلوبا في الحكم غريبا، إذ زيفوا الأحمق كي يصبح لبيبا، ونصّبوه تنصيبا، شرطيا رقيبا، ليسوس الناس و يدوس مجدا سليبا. قال مصعب: فراجعت ما كتبوا في التسريب، عمن قرّب النسيب، ومارس التعذيب. ثمت من استوزر منكر غيب، محقرا شعبه الى شعيب، وثمت من ملأ البطن والجيب، وهو وزوجته وكل أقاربه مكروهون ولا ريب. فهل عرفتم، أينما كنتم، من أشبع الأحرار تهجيرا وتنكيلا، وقتّل البعض تقتيلا، ومن أشعل هنالك للفتنة نارا وفتيلا؟ لم يعد حلّ المسألة بالشائك، بعد أن اعترف على هؤلاء أولئك. ابحثوا عن الفاعل المجهول إكس، تجدون الجواب في ويكيليكس.