الحرية لكل المساجين السياسيين حرية و إنصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :[email protected] تونس في 27 محرم 1432 الموافق ل 05 جانفي 2011 تشييع جنازة محمد البوعزيزي و حالات انتحار جديدة توفي الشاب محمد البوعزيزي متأثرا بحروقه البليغة بعد 18 يوما من محاولته الانتحار حرقا أمام مقر ولاية سيدي بوزيد إثر الاعتداء عليه من قبل أعوان الشرطة البلدية ورفض مقابلته بالولاية لتقديم شكوى ضدهم، وشهدت ولاية سيدي بوزيد اليوم الأربعاء 05 جانفي 2011 موكب جنازته بمشاركة أكثر من 5000 مواطن في ظل تواجد أمني كثيف. وإذا كانت حادثة محاولة الانتحار قد أثارت غضبا شعبيا واسعا في سيدي بوزيد امتد إلى كامل البلاد دفاعا عن كرامة المواطن وحقه في الشغل وفي التنمية العادلة بين الجهات فإن نبأ وفاته قد خلف حزنا عميقا في نفوس التونسيين والتونسيات وخاصة في صفوف الشباب وفي مقدمتهم العاطلين عن العمل من أصحاب الشهادات العليا وعموم التلاميذ والطلبة الذين تهدد البطالة مستقبلهم. ومما يزيد الوضع خطورة إقدام السيد محمد سليمان البالغ من العمر 52 عاما على الانتحار شنقا بالغابة وهو أصيل مدينة الشابة وأب لأربعة أبناء اثنان منهم من حاملي الشهادات العليا العاطلين عن العمل، علما بأن المنتحر مصاب بالقصور الكلوي وهو ما يستوجب خضوعه دوريا لتصفية الدم، إلا أن محاولاته المتكررة للحصول على بطاقة علاج ومساعدته على تحمل مصاريف العلاج قوبلت بالتسويف من قبل معتمد مدينة الشابة. وفي مدينة قبلي حاول المواطن العاطل عن العمل زكرياء ماضي الانتحار حرقا وتم نقله إلى مستشفى صفاقس، أما في المتلوي فقد حاول الشاب مصطفى جوهري (30 عاما) الانتحار حرقا، ولكنه أصيب بحروق من الدرجة الثانية وتم نقله إلى المستشفى، كما سجلنا محاولة تلميذ الانتحار حرقا بساحة معهد الوفاء بأريانة. وحرية وإنصاف: 1) تعبر عن حزنها العميق لوفاة الشاب محمد البوعزيزي وتبلغ تعازيها الصادقة لأفراد عائلته ولأهالي سيدي بوزيد وللشعب التونسي سائلة الله العلي القدير أن يتقبل هذا الشاب بواسع مغفرته ورحمته وأن يرزق أهله صبرا جميلا وحياة كريمة. 2) تعبر عن انشغالها العميق أمام توسع ظاهرة اللجوء إلى الانتحار الغريبة عن ثقافة مجتمعنا تحت ضغط تردي الوضع الاجتماعي و تفاقم ظاهرة البطالة و التفاوت الجهوي في غياب الحوار و الشفافية و تغييب دور المجتمع المدني في تأطير المواطنين و خاصة منهم الشباب، الأمر الذي يدفع إلى التفكير في الحلول اليائسة ابتداء بالإضراب عن الطعام و مرورا بركوب قوارب الموت و صولا إلى محاولة الانتحار. 3) تدعو السلطة الى معاقبة المتورطين في الاعتداء على الشاب محمد البوعزيزي و التعويض لأهله على الضرر المادي و المعنوي الذي لا يقدر بفقدانهم لأبنهم و عائلهم بعد وفاة والده. 4) تطالب برفع الحصار الأمني عن ولاية سيدي بوزيد و إطلاق سراح كل المعتقلين و فتح تحقيق جدي في الانتهاكات الخطيرة لأعوان الشرطة و الحرس ضد أهالي سيدي بوزيد و في مقدمتهم الذين أطلقوا النار على المتظاهرين في منزل بوزيان و تقديمهم إلى القضاء. 5) تطالب السلطة بوضع حد لسياسة المراهنة على القمع البوليسي و التعتيم الإعلامي في معالجة القضايا الاجتماعية مثلما حصل في الحوض المنجمي و بنقردان و سيدي بوزيد و تدعو إلى ضرورة احترام الحق في حرية التعبير و الإعلام و التنظيم و الاجتماع و التظاهر السلمي. 6) تدعو السلطة إلى فتح حوار وطني لمراجعة الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية و السياسية لتحقيق التنمية العادلة.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري