قالت وكالة رويترز للأنباء ان مسلحين يعارضون حكم الزعيم الليبي معمر القذافي يسيطرون على بلدة الزاوية الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً غربي العاصمة طرابلس. وقال مراسل الوكالة إن العلم الليبي لفترة ما قبل القذافي بألوانه الاحمر والأخضر والأسود يرفرف فوق مبنى بوسط البلدة ويردد مئات الاشخاص "هذه ثورتنا". ولا يزال القذافي متمسكاً بالحكم رغم تصاعد ضغط الشارع والعقوبات الدولية التي فرضها عليه مجلس الأمن والدعوات الغربية الى استقالته، فيما تسعى المعارضة لتشكيل حكومة انتقالية في شرق ليبيا. ولا ترد اي بوادر من القذافي توحي بانه قد يتخلى عن السلطة التي يمسك بزمامها منذ نحو 42 عاماً. واعلن نجله سيف الاسلام الذي لطالما اعتبر خلفاً مرجحاً له، متحدثاً السبت ان "ثلاثة ارباع البلاد تعيش في حالة ممتازة". لكنه اقر بضرورة اجراء اصلاحات وقال انه كان يدعو اليها قبل وقوع الاحداث، معتبراً ان المستفيدين من الاضطرابات هم "الموجودون في اوروبا واميركا والخليج" في اشارة الى المعارضين الليبيين في الخارج بشكل خاص. وليس هناك ما يشير الى ان اجراءات تجميد ارصدة القذافي وابنائه وابنته ومقربين من النظام في الخارج ومنعهم من السفر وحظر مبيعات الاسلحة الى ليبيا ستكون كافية لارغام الزعيم الليبي على التخلي عن سياسة القمع التي يمارسها ضد المتظاهرين. وباتت المعارضة المسلحة تسيطر على شرق البلاد، فيما الوضع اكثر غموضاً في المدن القريبة من طرابلس او المحيطة بها. وفي بنغازي ثاني مدن ليبيا على مسافة الف كلم شرق العاصمة والتي انطلقت منها الحركة الاحتجاجية، تنظم المعارضة صفوفها وتنتظر ان "تتحرر" طرابلس بدورها. وفي طرابلس لا يتنقل في الشوارع سوى مسلحين موالين للقذافي في سيارات رباعية الدفع، فيما السكان لا يخرجون من منازلهم سوى لشراء الخبز او البنزين الخاضعين للتقنين. وقال احد سكان طرابلس في اتصال هاتفي "ارسلت السلطات خلال الليل رسالتين قصيرتين عبر الهاتف الى سكان طرابلس تدعوهم للتوجه الى المصرف لتلقي 500 دينار (حوالي 406 دولارات)". واضاف "قالوا ان نجلب معنا اخراج قيد عائلي. يحاولون شراء الناس"، مشيراً الى ان الاتصال بشبكة الانترنت ما زال مبلبلاً. وقال ان الدبابات منتشرة على طول الشوارع المؤدية الى طرابلس وتسيطر على كل منافذ العاصمة. وفي شرق طرابلس قال احد السكان من انصار المعارضة في اتصال هاتفي ان القوات الموالية للقذافي قامت بانزال "مرتزقة" من مروحيات في مصراتة على مسافة 150 كلم من العاصمة ففتحوا النار السبت على مبنى الاذاعة محلية وعلى متظاهرين كانوا يشاركون في تشييع اشخاص قتلوا خلال الايام الماضية. ووصف سيف الإسلام القذافي في المقابلة اتهامات المعارضة للنظام الليبي بارسال مرتزقة افارقة لمحاربتهم بانها "نكتة". ولا يزال من الصعب تقدير عدد القتلى في ليبيا وقد تحدث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن الف قتيل. واخلى عناصر الجمارك الليبية المركز الحدودي الرئيسي بين ليبيا وتونس في رأس الجدير فيما لا يزال عسكريون وشرطيون موالون للقذافي موجودين فيه، كما افاد مسؤولون محليون.