يهدد الارتفاع في عدد اللاجئين إلى تونس هرباً من العنف في ليبيا بخلق أزمة إنسانية على الحدود بين البدين. واستقطب الوضع في المنطقة الحدودية رأس جدير التي بلغ عدد اللاجئين إليها نحو 50 الفاً اهتمام وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية، فيما يبذل الجيش التونسي جهوداً كبيرة لتفادي التداعيات السلبية الناتجة عن ذلك. وقال شهود عيان وصحفيون إن هناك أزمة إنسانية حقيقية على الحدود التونسية الليبية وخاصة في مناطق راس جدير وبنقردان وجرجيس وجربة حيث تحتشد أعداد كبيرة من اللاجئين الأجانب من جنسيات مختلفة بعد فرارهم من ليبيا. ومما يزيد من معاناة اللاجئين من المصريين أساساً ومن بعض الجنسيات الأخرى الإفريقية والصينية وحتى الأوروبية هو النسق المتسارع لعدد الهاربين من ليبيا الشيئ الذي يتطلب الكثير من الخدمات والرعاية الصحية والاجتماعية وتيسير إجلائهم إلى بلدانهم الأصلية. وللحد من التداعيات السلبية لتدفق اللاجئين أنشأ الجيش التونسي مخيماً عسكريا لتقديم عديد الخدمات الصحية والمعيشية. كما شهدت المنطقة جهوداً تطوعية من قبل الهلال الأحمر التونسي والحماية المدنية إضافة إلى مبادرات التطوعية للتونسيين من مختلف جهات البلاد قصد توفير الرعاية الإنسانية للاجئين. لكن الحاجيات المتزايدة لآلاف اللاجئين فاقت الإمكانيات والخدمات التي تقدمها الأطراف التونسية والدولية مما دفع إلى إطلاق نداءات إغاثة دولية لتطويق الأزمة قبل أن قبل أن تتحول إلى كارثة إنسانية. ودعا منسق منظمة الأممالمتحدةبتونس بالإسراع لإقامة جسور بحرية وجوية لإجلاء حشود اللاجئين الذين بلغ عددهم منذ 20 فبراير/شباط وهو تاريخ فتح الحدود أمامهم أكثر من 20 ألف تونسي و25 ألف مصري وألفي صيني وألف من جنسيات أخرى أغلبها إفريقية. ولم تخف المنظمات الإنسانية أن الوضع هناك أصبح كارثياً على حد تعبير ممثل الهلال الأحمر التونسي. ودعا مسؤول العلاقات الخارجية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى حشد الجهود لتفادي المأساة وقال "ليكن المجتمع الدولي كريماً كما كانت تونس كريمة بفتح حدودها وليساندها في ما تقوم به من مجهودات جبارة لفائدة اللاجئين". ولم تقف المخاوف من وقوع كارثة إنسانية المنظمات الإنسانية التونسية والدولية وإنما طالت الدوائر الرسمية حيث دعا محافظ مدنين الحكومة التونسية المؤقتة للتدخل معتبراً أن إمكانيات الجهة لا تسمح بالسيطرة تماماً على الوضع. وأمام تزايد عدد الوافدين من ليبيا تشهد المنطقة الحدودية رأس جدير حالة من الإرباك في منظومة تسيير شؤون اللاجئين إلى حد التوتر والفوضى التي باتت تنبئ بالانفلات خاصة وان بعض المصادر تتحدث عن وجود نحو20 ألف من الذين يريدون اقتحام الحدود التونسية في ظل غياب شبه كلي للجمارك الليبية التي انسحبت من مراكزها. وتحذر المنظمات الإنسانية من أن الوضع في المناطق الحدودية مثل رأس جدير وذهيبة وبنقردان وجرجيس وجربة ينذر بحدوث أزمة إنسانية قد تكون لها تداعيات دولية.