لف مبروك التأشيرة أخوتي الكرام، ألف مبروك الحرية والعمل القانوني، رغم اني أرى اننا لم نكن خارج القانون بحكم أن حرية التعبير كفلتها كل الاعراف والتشريعات العالمية....غير أن هذا الحق يختفي عندما يكون الامر يتعلق بالعمل الاسلامي، كما كفلت هذا الحق مبادئ الديموقراطية التي يتغنى بها الغرب ليل نهار...لكن عند هؤلاء هذه الديموقراطية تفقد شرعيتها اذا ما حبلت وأنجبت اسلاميين (تجربة حماس في فلسطين كانت خير دليل على ازدواجية المعايير) ها نحن اليوم سنشتغل باسم القانون الذي حرمتمونا منه لسنين، حرمتمونا منه ظلما وبهتانا وزورا وخوفا من منافس صادق وأمين. منافس وطني يحب بلاده، كغيره بل لا أبالغ ان قلت أشد من غيرنا والدليل هو الثمن الباهظ الذي دفعناه زمن بن علي... نحن أيضا وطنيون ، ليس مزايدة على الغير ، بل شرعنا فرض علينا ذلك والدليل هو حب التضحية الذي تربينا عليه والتضحيات التي جاد بها أبناؤنا وبدون منة على أحد. منهج الامر بالمعروف والنهي عن المنكر منهج عظيم أساسه البناء في الحيز الجغرافي والتاريخي الذي يتواجد فيه المسلم . هذا الحيز اليوم هو وطننا تونس الذي ينادينا وبصورة ملحة ، لننخرط في البناء والتشييد، المساهمة في بناء ما هدم لعقود، نبني جنبا الى جنب مع كل قوة صادقة مهما كان توجهها وليعلم الجميع أن التلاحم مع الغير ووضع اليد في يد من نختلف معه فكريا في موضوع النهوض بتونسنا الحبيبة ليس ضعفا أو تنازلا بل هذا ما أوجبه علينا شرعنا ومنهاجنا وفلسفة الاسلام في العلاقة بالآخر... خلوا بيننا وبين الناس، هذا ما طلبناه من زمان ونطلبه اليوم ، من حقنا إيصال وجهة نظرنا والحكم هو الآخر، أي المجتمع، التحدي اليوم هو هذا المجتمع الذي سيكون الحكم على كل قوة فاعلة داخل المجتمع . المجتمع التونسي اليوم مجتمع واع لذلك أقول أنه لن يجامل أحدا بل لعله حسب قراءتي المتواضعة سيكون قاسيا مع كل قوة سياسية مهما كان توجهها ومهما كان وزنها ولن يتسامح مع من يركب موجة الانتهازية والتلاعب بمشاعره ويحاول استبلاهه، عاش هذا المجتمع أصنافا من الظلم وقاد ثورة رائعة بإمكانياته المتواضعة وحقق بمجهوده ما لم تحققه القوى الكبرى، كل ذلك وسنوات الجمر التي عاشها جعلت كل فرد قادر على التمييز بين الغث والسمين وبين الصادق والانتهازي... التأشيرة أعتبرها تحدي كبير يضعنا أمام امتحان، امتحان أمام الله وأمام الشعب...فليكن شعارنا المساهمة في تنمية تونس بالمجتمع وللمجتمع... في أمان الله مفيدة عبدولي