الاستاذ:مراد الفضلاوي عندما يتعلق الامر بالقيم تسقط الحدود، و تسقط الانتماءات العرقية و الدينية. فالقيم تخص الانسانية ، و على الانسانية مجتمعة أن تتوحد للدفاع عنها، لا ان تترك شعبا أعزل، منفردا يدافع نيابة عن الجميع؛مثلما هو الحال في ليبيا. ان ما يحدث في ليبيا هو صراع قيم: انه الحق في مواجهة الباطل،العدل في مواجهة الظلم و الحرية في مواجهة الاستعباد.يحمل فيه الشعب الليبي بكل شجاعة رايات القيم النبيلة وحيدا في مواجهة تحالف قوى الشر المحلية و الاقليمية و الدولية. و العالم من حوله يقف متفرجا على شاشات التلفزات؛ لا هم له سوى ما يمكن أن يناله من هذه المعركة من غنائم دونما تفكير في خطورة الصراع و ما يمكن أن تترتب عليه من عواقب وخيمة لن يسلم منها القريب و لا البعيد. هلا تساءلنا بعيدا عن كل ترف فكري و ايديولوجي و عملا بمبدا الاخذ بالاسباب: ماذا لو انتصر القذافي؟ كيف سيكون مصير الشعب الليبي؟ و ما تداعيات ذلك على دول الجوار والعالم؟ لا اعتقد أن المجتمع العربي و لا المجتمع الدولي قد وضع هذا الاحتمال في الحسبان. و الا لما بقي متفرجا و المعركة قد طوت أسبوعها الرابع. و كأننا غير معنيين بهذا الصراع، ماذا ننتظر لوقف هذا السفاح؟ كم من الشهداء يجب أن يسقطوا ليستيقظ ضمير العالم؟ ليكن في علم الجميع أن من لا يذهب الى القذافي فان القذافي هو الذي سيأتي اليه قريبا كان أم بعيدا ، سيأتي الى دول الجوار دول الديمقراطية الوليدة بان تصبح ليبيا قاعدة خلفية لقوى الردة التي لن تتواني في استهداف منجزات شعوبنا بعد سنوات من القهر و القمع. أما بقية الشعوب العربية التواقة الى الانعتاق فسيثبط انتصار القذافي من عزائمهم و سيعزز من عزائم الطغاة التي هزتها ثورتا تونس و مصر، و سيتحالفون عليهم كما كانوا من قبل. و لن تفلت اية دولة في العالم من آثار ذلك مهما تباعدت المسافات لان انتصاار قيم الشر سيسري كسريان النار في الهشيم .وأينما تكونوا يدرككم القذافي و ان كنتم في لوكربي. و اختم بالقول ان الشعب الليبي لا يقاتل حبا في القتال، و لا طلبا للغنائم؛ انه يقاتل من أجل المبادئ، و دفاعا عن قيم هي قيمنا جميعا و انه لمن الظلم و الانانية و الجهل أن نتركه وحيدا و المعركة معركتنا جميعا.