إلى الّذين تغذّت الثّورة من فكرهم سنينا، وآرتوت من دمّهم يقينا، لكنّها حين أتت لم تجدهم. ليست فجاءة، طفرة، أو محضا من الصُّدَفِ إنّها كانت هنا لحنا صامتا ينتظرلحظة العزف دافقة من الأعماق تنطلق ونحبسها على طرف اللّسان كالحرفِ كانت كتابا لسنا نقرؤه لكنّه مفتوح على الرّفِّ كانت على الملإ ضحيّة التُّقيا وفي حصّة الإملاء كانت ضحيّة الحذفِ نبنيها إلى المجهول، نحذفها من الإعراب خفيّة الإسم بين النّحو والصّرفِ كانت كما الأسرار نكتمها ويحفظها أصغر الطّلاّب في أوّل صفِّ كانت تتدلّى إلى الأهداب ناضجة كانت أقرب عرجون إلى القطفِ كانت تتداعي نحو الثّغر مغرية قبلة تتهاوى إلى الرّشفِ إنّها كانت هنا حين المخاض تتنازع بين السّلم والعنفِ كانت مهيّأة، لكنّها حجبت بضباب الشكّ والخوف أقسم أنّها كانت هنا في الجرح، في دفقة النَّزَفِ في نبض العروق، في الشّوق في قمّة الشّغفِ إنّها كانت هنا في إشراقة الأمل، في زفرة الأسفِ في عمق الشّعور، في دقّة الرّهفِ الثّورة كانت هنا حين احترف "المثقّفون" ثقافة الموت والجِيَفِ حين صارت الزُّلفى، طريق الجاه والتّرفِ وحين سارت الأنفة، إلى الإقصاء والشّظفِ كانت هنا في دعوة المظلوم حين ترتفع الأكفّ في عرفة حين يمجّد الطّاغوت في الصّحفِ ويعلم الكلّ ما اقترفَ الثّورة كانت هنا حين تقرّب جريرُ للحجّاجْ وحين تصوّف الحلاّجْ حين انبرى أبو نوّاس للكأس وحين تصعلك الشّنفرى أو شُرِّدَ طرفة الثّورة تولد من الأضداد الثّورة أسلوب الرّفض والأنفة أقسم أنّها كانت هناك تقتربُ تتجلّى للعشّاق سافرة وتحتجبُ وأحيا نا تطلّ من طرفِ مرّت اليوم هنا قالت: تهيّأ ظرفي إنّ الثّورة شرف، و حين تندلع يكتب التّاريخ بالشّرف كندا، 25 مارس 2011