تحية ثورية : مما لاشك فيه ان فجر الثورة التونسية قد انبلج في تاريخ 17 ديسمبر 2010 ,الا ان الخطاب الاعلامي وبعض الوجوه السياسية التي انحنت الى السلطان المنبوذ قبل الهروب ,وكذلك السواد الاعظم من العامة ممن اخذتهم غمرة الابتهاج فغفلوا دون روية وتمحيص عن هذا التوجيه ,سوقوا بالقصد او بدونه لثورة14 جانفي وهي في رايي اولى الانحرافات التاْريخة في مسار هذه الحركة السامية فوسم الثورة بهذا التاريخ لايفسر الا بما ترسب في الدخائل من مكبوتات الحنين حتى وان تبرات الضمائر من صمتها السلبي او من ولائها الفاضح والانتهاري فهي على هذا النحو غير المباشر تعدل عن بداية الثورة واشراقتها لتقرنها بحدث هام في سيرورة الثورة وهو هروب الطاغوت بن علي ولكنه ليس باهمية الحدث الثوري القادح فانت ترى اخي الثائر ان احفاد الفراعنة قد سموا ثورتهم بثورة 25 جانفي وان احفاد المختار اطلقوا عليها ثورة17 فيفري واولئك لم يربطوها بخلع مبارك ولا هؤلاء سيقرنونها بسقوط القذافي ,فتاريخ 14 جانفي سيكون اذا ما كتب له الرسوخ في وسم الثورة محفزا على استذكار الوعود الزائفة الدعائية وقطع الارزاق والتنكيل والقمع والبوليس السياسي والتزوير والسطو على لقم المحرومين وبقايا الغابرين والاقصاء المنظم لذوي الراي المخالف والزج بهم في الزنازين والمنافي.وهذا ما يثير الاشمئزاز والقرف .ففي تذكر 17 ديسمبر والاحتفاء به استحضار لارادة الحياة عند شعبنا وقدرته على توجيه القدر وفق مشيئته واستذكار لتضحيات الشرفاء ممن تشربوا العزة والكرامة نطافا في سيدي بوزيد والمكناسي ومنزل بوزيان وهم من صنعوا ملحمة الاستقلال في خطها المسلح .واستذكار لاولئك المهمشين و المستضعفين المتطلعين الى الحرية قبل رغيف الخبز .فحتى لاتصادر هذه التداعيات الجميلة بنسبة الثورة الى 14جانفي لنطلق عليها ثورة 17 ديسمبر وهذا عين الحقيقةلاسيما وان اولى الشعارات التي رفعت في مدينة المكناسي "يسقط نظام السابع يسقط عميل وتابع" فساندوا هذه الحقيقةحتى لايزور التاريخ كما زور سابقه . المكناسي قلعة النضال, سيدي بوزيد