كتبت منذ سنوات تحت عنوان "هنا اسطنبول فأين القاهرة؟!" تعليقاً على طرد السفير الصهيوني من جامعة اسطنبول حين تعامل مع رئيسها بغطرسة أساءت للجامعة وتركيا وشعبها ، كتبت معجباً بالموقف التركي متألماً للموقف المصري الذي اتسم بالتراجع والانبطاح أمام الكيان الصهيوني الغاصب ، ثم دارت الأيام دورتها وكانت ثورة العزة في 25 يناير وبالتالي عادت مصر الكبيرة القديرة إلى مكانها الطبيعي بعد حالة من التيه الطويل فكانت الصدمة للكيان الصهيوني الذي شيد صرحه الوهمي على خيط من خيوط العنكبوت – نظام مبارك وأمثاله – متجاهلاً حركة التاريخ وسنن التغيير التي لا تجامل ولا تتبدل ، حالة من الصدمة بسبب الانهيار المتتالي لمقومات حدود ووجود دولة الكيان ، انهار المقوم الأول والأخطر " أكذوبة أن إسرائيل قدر لا فكاك منه" على يد المقاومة الفلسطينية البطلة ثم ها هو ينهار جزء كبير من المقوم المادي بعد سقوط نظام المخلوع مبارك ، جاءت المواقف المصرية الأخيرة بشأن المصالحة الفلسطينية وفتح معبر رفح لتمثل جملة من النتائج والدلالات فضلاً عن ردود الأفعال والتداعيات النتائج والدلالات ** أولوية ترتيب البيت المصري والقرار المصري من جديد على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ** المسؤولية القومية تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية خاصة الملف الفلسطيني ** تأكيد السيادة المصرية على أراضيها والتي فقدت في عهد المخلوع مبارك ** تجاوب الإدارة المصرية مع الإرادة الشعبية على المستوى المصري والعربي بل والإنساني ** التغلب على فكر المؤامرة والتقدم بفكر وعمل مرحلة الثورة "نعم نستطيع إذا أردنا نحن لا غيرنا" التداعيات الصهيونية في المقابل كانت التصريحات غير المسئولة بل المجنونة للكيان الصهيوني الذي يعاني الصدمات المتتالية ، جاءت التصريحات بنفسية وعقلية تؤكد حالة الهوس التي أصابت الجميع ، تصريحات غير مسئولة وصبيانية على غرار تصريحات المتطرف ليبرمان بضرب السد العالي واحتلال سيناء وغيرها من تصريحات الصغار وكانت تصريحات نيتنياهو الذي اعتبر المصالحة دربة قاسية للسلام!!لكن من المتوقع أن يقوم الكيان بافتعال بعض التوترات هنا وهناك بهدف تعكير الأجواء خاصة الضغوط الاقتصادية من الإدارة الأمريكية وبعض دول الاعتدال الموالية والتابعة ، عموماً .... مصر عادت فعادت معظم المياه العربية إلى مجراها الطبيعي وربما نسمع ونستمتع من جديد بهذا النداء القديم الحبيب "هنا القاهرة لنقول عوداً حميدً يا وطن" ... حفظك الله يا مصر الثورة والأمل .... محمد السروجي كاتب مصري