أعلنت دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، أعلَى هيئة سُنْية في لبنان الجمعة معارضتها لمشروع قانون يُدْعى "حماية النساء من العنف الأسري"، مؤكدة أنه يسبّب "تفكيك الأسرة كما في الغرب". وقالت دار الفتوى في بيان إثر اجتماع المفتي محمد رشيد قباني مع خطباء وأئمة المساجد: إنّ "الإسلام يحرص أشد الحرص على معالجة حالات إيقاع الأذى بالمرأة ولكن بغير استنساخ القوانين الغربية التي تمعن في تفكيك الأسرة في الغرب، وتعالج قضاياها بالطريقة التي تلائم تلك المجتمعات في نظرهم ولا تلائم مجتمعاتنا". ومشروع القانون الذي وضع بناء على اقتراح جمعيات نسائية ومحامين وأطباء شرعيين، حظي بموافقة مجلس الوزراء في العام 2010 وهو قيد الدرس حاليًا في البرلمان. ويندرج مشروع القانون تحت قانون العقوبات وليس نظام الأحوال الشخصية الذي تديره كل من الطوائف النصرانية والمسلمة المختلفة في لبنان المتعدد الطوائف. وأوضح البيان أنّ "الحق الدستوري المضمون للمسلمين في لبنان على ما نصت عليه المادة التاسعة من الدستور الموجبة لاحترام نظام الأحوال الشخصية والمصالح الدينية لكل طائفة، يولّي المسلمين الحق المطلق في مناهضة أي مشروع يؤدِّي إلى المساس باستقلالهم بتشريعات أحوالهم الشخصية وروابط العائلة والأسرة المسلمة". وينصّ مشروع القانون على إجراءات تتيح حماية المرأة التي تقع ضحية العنف من قِبل زوجها أو أي فرد آخر من عائلتها، ويجعل على سبيل المثال من تدخل الشرطة أمرًا إلزاميًا في حال قامت المعتدى عليها بالإبلاغ. ويحظر المشروع أيضًا اغتصاب المرأة من قِبل زوجها وهو بند وصفته دار الفتوى بأنه "بدعة" واتهمت واضعي المشروع ب"استحداث جرائم جديدة: كبدعة اغتصاب الزوج لزوجته وتجريم فعله". وأضاف بيان دار الفتوى أنّ مشروع القانون سيكون له "أثر نفسي على أطفال المسلمين من خلال استجوابهم وإشهادهم على والدهم ورأس أسرتهم، ورؤيتهم لوالدتهم تتحدى السلطة الأبوية المحفوظة له شرعًا وقانونًا مهددة إياه بالسجن، وسيؤدِّي دون ريب إلى كسر هيبة عماد الأسرة وإضعاف مكانته المعنوية، وخلخلة كيان هؤلاء الأطفال المنظور إليهم كآباء في مستقبلهم الواعد". وقال أيضًا: إن "هذا القانون يزعم تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، في حين أن هذا الأمر غير واقعي لكون مشروع القانون مبنيًا في الأساس على تكريس التمييز بين الجنسين، حيث أغفل عمدًا حماية الضعيف في الأسرة كالطفل والعاجز والمسنّ بقطع النظر عن جنسيته".