لأول مرة: التكنولوجيا التونسية تفتتح جناحا بمعرض "هانوفر" الدولي بألمانيا    اقتطاعات بالجملة من جرايات المتقاعدين...ماذا يحدث؟..    مترشحة للرئاسة تطرح استفتاء للشعب حول تعدد الزوجات في تونس..#خبر_عاجل    عاجل/ تحذير من بيض رخيص قد يحمل فيروس أنفلونزا الطيور..    عاجل/ مقتل 10 اشخاص في تصادم طائرتين هليكوبتر تابعتين للبحرية الماليزية في الجو    خلال يوم واحد: تسجيل أكثر من 200 زلزال وهزة ارتدادية في تايوان    بطولة ايطاليا : إنتر ميلان يتوج باللقب للمرة العشرين في تاريخه    بطولة ايطاليا : بولونيا يفوز على روما 3-1    التوقعات الجوية لهذا الطقس..    الإطاحة ب 9 مروجين إثر مداهمات في سوسة    عاجل/ تقلبات جوية منتظرة وأمطار غزيرة بهذه الولايات..طقس شتوي بامتياز..    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس..    رغم منعه من السفر : مبروك كرشيد يغادر تونس!    مدنين: حجز 4700 حبة دواء مخدر وسط الكثبان الرملية    جمعية منتجي بيض الاستهلاك تحذّر من بيض مهرّب قد يحمل انفلونزا الطيور    مهرجان هوليوود للفيلم العربي: الفيلم التونسي 'إلى ابني' لظافر العابدين يتوج بجائزتين    الأمم المتحدة: آسيا أكثر مناطق العالم تضرراً من كوارث المناخ ب2023    اتحاد الشغل بجبنيانة والعامرة يهدد بالإضراب العام    نقل مغني فرنسي شهير إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري    حادثة سقوط السور في القيروان: هذا ما قرره القضاء في حق المقاول والمهندس    أراوخو يكشف عن آخر تطورات أزمته مع غوندوغان    البطولة الأفريقية للأندية الحائزة على الكأس في كرة اليد.. الترجي يفوز على شبيبة الأبيار الجزائري    الجزائر.. القضاء على إره.ابي واسترجاع سلاح من نوع "كلاشنكوف"    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    البنك التونسي السعودي ... الترفيع في رأس المال ب100 مليون دينار    في اختتام المهرجان الدولي «إيتيكات» بسوسة.. شعراء وفنانون عرب بصوت واحد: «صامدون حتى النصر»    هذه أبرز مخرجات الاجتماع التشاوري الأول بين رؤساء تونس والجزائر وليبيا    بيان أشغال الاجتماع التشاوري الأوّل بين تونس والجزائر وليبيا    مذكّرات سياسي في «الشروق» (1)...وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم .. الخارجية التونسية... لا شرقية ولا غربية    المنستير.. الاحتفاظ بمدير مدرسة إعدادية وفتح بحث ضده بشبهة التحرش الجنسي    بنزرت: غلق حركة المرور بالجسر المتحرك في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء    الحشاني يشرف على جلسة عمل وزارية بخصوص مشروع بطاقة التعريف وجواز السفر البيومتريين    بوعرقوب.. عصابة سرقة الاسلاك النحاسية في قبضة الحرس الوطني    الإعلان عن تأسيس المجمع المهني للصناعة السينمائية لمنظمة الأعراف "كونكت"    بوعرقوب: القبض على 4 أشخاص كانوا بصدد سرقة أسلاك نحاسية خاصة بشركة عمومية    بداية من يوم غد: أمطار غزيرة وانخفاض في درجات الحرارة    مدنين: العثور على 4700 حبّة مخدّرة وسط الكثبان الرملية بالصحراء    استلام مشروع تركيز شبكة السوائل الطبية لوحدة العناية المركزة بقسم الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر    تونس: وفاة 4 أطفال بسبب عدم توفّر الحليب الخاص بهم    باجة: انطلاق الاستعدادات لموسم الحصاد وسط توقعات بإنتاج متوسط نتيجة تضرّر 35 بالمائة من مساحات الحبوب بالجهة    الكاف: تقدم مشروع بناء سد ملاق العلوي بنسبة 84 %    وصول محمد الكوكي الى تونس فهل يكون المدرب الجديد للسي اس اس    بن عروس: توجيه 6 تنابيه لمخابز بسبب اخلالات تتعلق بشروط حفظ الصحة    بعد ترشّحها لانتخابات جامعة كرة القدم: انهاء مهام رئيسة الرابطة النسائية لكرة اليد    تقرير: شروط المؤسسات المالية الدولية تقوض أنظمة الأمان الاجتماعي    حليب أطفال متّهم بتدمير صحة الأطفال في الدول الفقيرة    تكريم هند صبري في مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة    الرابطة الأولى: تعيينات منافسات الجولة الخامسة لمرحلة التتويج    رئيس غرفة القصّابين عن أسعار علّوش العيد: ''600 دينار تجيب دندونة مش علّوش''    وزارة الدفاع الوطني تعرض أحدث إصداراتها في مجال التراث العسكري بمعرض تونس الدولي للكتاب    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس    هاليب تنسحب من بطولة مدريد المفتوحة للتنس    حريق بمحل لبيع البنزين المهرب بقفصة..وهذه التفاصيل..    لأقصى استفادة.. أفضل وقت لتناول الفيتامينات خلال اليوم    في سابقة غريبة: رصد حالة إصابة بكورونا استمرت 613 يوماً..!    أولا وأخيرا..الكل ضد الكل    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



10 فتاوى تثير جدلا واسعا في 2010م/1431ه
نشر في الحوار نت يوم 30 - 12 - 2010

ذخر عام 2010م/ وجزء كبير من عام 1431ه بعدد من الفتاوى الشرعية التي أثارت جدلا واسعا بالترحيب بها تارة أو مهاجمتها تارة أخرى.
وقد انطلقت تلك الفتاوى المثيرة للجدل بدءا من بداية العام، وظلت حاضرة حتى نهايته التي شهدت زخما من هذه الفتاوى.
«أون إسلام» رصدت بعضا من هذه الفتاوى التي مست اهتمام المسلمين وأثارت ردود فعل حولها وحظيت باهتمام واسع من القراء، وانتقت الفتاوى العشرة الأكثر إثارة للجدل؛ وهي:
1- فتوى الاختلاط – أحمد الغامدي
ردود أفعال متواصلة وسجالات مستمرة، انطلقت شراراتها بعدما عبر الشيخ أحمد الغامدي، مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة المكرمة، عن مواقفه في عدد من القضايا الفقهية، والتي اصطدمت مع ما يعتبره البعض من قبيل المسلمات الشرعية التي استقرت في ذهن بعض الإسلاميين، كان أبرزها موقفه المبيح للاختلاط بين الجنسين، واعتبار "الاختلاط" مصطلحًا دخيلاً على الفقه الإسلامي، وكذلك إباحته أيضًا لمصافحة المرأة، ورده بأدلة شرعية على من يحرمونها.
وعلى الرغم من أن رأي الغامدي هناك من سبقوه فيه كالدكتور يوسف القرضاوي والشيخ الغزالي؛ فإن صدور هذا الرأي من أحد مشايخ هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" الرسمية كان له وقعه على كثير من المشايخ السعوديين، مما أثار جدلاً واسعًا بين علماء سعوديين بشأن مفهوم الاختلاط، وصل إلى الدعوة لتنظيم مناظرة تلفزيونية مع "الغامدي" بإحدى القنوات الفضائية الخاصة.
ورغم الهجوم الذي استهدف الغامدي بسبب هذه القضية -إلى حد اتهامه ب"الليبرالية" وانتشار شائعات عن إصدار قرار بطرده من منصبه ثم إلغي القرار فيما بعد، غير أنه أكد أنه لا صحة لما يتردد ويتم تناقله في الأوساط السعودية عن إقالته من منصبه- فقد عاد الغامدي وأكد في أبريل 2010 أنه لم يتراجع عن تصريحاته التي قالها أوائل العام.
2- غناء النساء – د.يوسف القرضاوي
ما بين ترحيب شديد واستنكار، انقسمت الآراء حول فتوى د.يوسف القرضاوي التي أباح فيها غناء المرأة بشروط؛ معتبرا أنه "لا يوجد مانع في غناء المرأة بشرط أن يكون ذلك في إطار الضوابط الشرعية التي تتضمن عدم احتواء الأغنية على المحرمات التي يأتي في مقدمتها الرقص وظهور المسكرات". كما اشترط القرضاوي أن يكون غناء المرأة ذا قيمة وغير مثير للشهوات.
فالبعض اعتبر أن غناء المرأة حرام، مستندين إلى أن أهل العلم حرموا الغناء للرجال فما بالنا بالمرأة، وأن إجازة أغاني الأم للنساء ستفتح الباب أمام بعض مغنيات الإغراء لأن تغني أغنيات للأم أو الأطفال.
بينما أيد علماء آخرون وأزهريون فتوى القرضاوي، خاصة إذا غنت المرأة أغاني مديح للرسول أو الأغاني التي تتناول معاني إنسانية، واتفقوا على أن هناك ضوابط شرعية لغناء المرأة تتمثل في عدم إثارة الشهوات وألا يصاحبها رقص أو شرب خمر.
3- ترحيب سني بفتوى خامنئي
ربما لم تحظ فتوى شيعية في الأعوام الأخيرة بترحيب سني كمثل ما حظيت به فتوى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي بتحريم الإساءة إلى أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، أو النيل من الرموز الإسلامية لأهل السنة والجماعة.
فتوى خامنئي جاءت رداً على استفتاء وجهه جمع من علماء ومثقفين في السعودية عقب إساءات وجهها الناشط الشيعي ياسر الحبيب ذي الأصول الكويتية الذي يقيم في بريطانيا لأم المؤمنين السيدة عائشة عندما أقام حفلا في لندن بمناسبة ذكرى وفاة السيدة عائشة، وأطلق فيه تصريحاته المسيئة، وقد بثت هذه التصريحات في شريط مصور نشر على موقعه الإلكتروني.
وقوبلت فتوى المرشد الأعلى بترحيب واسع من عدة شخصيات إسلامية سنية بارزة، على رأسها فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وفضيلة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ود.همام سعيد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن، والشيخ مالك الشعار مفتي طرابلس والشمال في لبنان، بالإضافة إلى العديد من مقالات الترحيب التي نشرت بالصحف العربية.
4- فتوى الكاشيرة – البحوث والإفتاء السعودية
كانت بداية معارك الفتاوى الشرعية حول مهنة "الكاشيرة" مع إعلان سلسلة أسواق عزمها توظيف فتيات سعوديات بمهنة محاسب على منافذ البيع (كاشيرات)، وهو ما أعقبه ظهور فتاوى وحملة تهديد بالمقاطعة أطلقها معارضو قرار التوظيف عبر المواقع الإلكترونية واصفين إياه بأنه "دعوة للباطل ولتعري المرأة وخروجها بدعوى أنها تكسب الرزق الحلال".
لكن مؤيدي القرار أكدوا أنه لا مانع شرعيا من مزاولة المرأة لهذه المهنة، مستشهدين بأن النساء مارسن البيع والشراء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك والحال هنا أنها لا تبيع ولا تسوِّق وإنما يقتصر عملها على تلقي أثمان البضاعة المباعة أصلا، ووصل الأمر إلى وصف أفكار معارضي القرار بأنها "أفكار طالبانية".
وصدرت فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية أواخر شهر أكتوبر بحُرْمة عمل المرأة "كاشيرة".. وكان من المنتظر أن تحسم هذه الفتوى جدلا مثارا منذ أشهر؛ لكنه لم يحسم، بل عاد للتفجر مجددا بتأكيد وزير العمل السعودي عادل فقيه أن وزارة العمل لن تمنع المرأة من العمل بوظيفة "كاشيرة" موضحا: "هناك آلية وضوابط لجميع الأعمال التي يمكن أن تقوم بها المرأة في جميع التخصصات".
وأشار إلى اعتماد عمل المرأة "كاشير" في مواقع كثيرة، بعد التأكد من اشتراطات البعد عن الخلوة والاختلاط.
5- تحريم استفتاء جنوب السودان – الرابطة الشرعية للعلماء
على عكس وقع الخطى المتسارع نحو انفصال جنوب السودان، أفتت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان بتحريم الاستفتاء على حق تقرير المصير للجنوب والمقرر في 9 يناير المقبل، مطالبة حكومة الخرطوم بتطبيق الشريعة الإسلامية دون الأخذ بعين الاعتبار ما يقرره الجنوبيون، ومحذرة في الوقت نفسه من مخطط "غربي يهودي" لتقسيم السودان إلى خمس دويلات "هزيلة".
وقالت الرابطة إنه "لا يحمل أي قيمة شرعية"، مشددة على "تحريم التنازل أي عن جزء من أرض السودان التي هي ملك للأمة الإسلامية (...) والمساعدة على الانفصال حرام شرعاً وذلك بتخلي المسلمين عن إخوتهم المسلمين بالجنوب"، مضيفة أن السلطات في الشمال غير ملزمة بتطبيق اتفاقية السلام وما تتضمنه من استفتاء لأنها "ليست قرآنا ملزما".
فتوى الرابطة ذات الأغلبية السلفية لقيت ما يقويها باتهام الرئيس السوداني عمر البشير قوى أجنبية لم تسمها "بتشجيع الجنوب على الانفصال لإضعاف السودان وتفتيت أبنائه"، غير أنه أكد التزامه بنتيجة الاستفتاء أيا كانت.
ومن جهة أخرى قال رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت خلال ترؤسه المؤتمر الأول لمسلمي الجنوب لمناقشة أوضاع المسلمين في حال انفصال الإقليم: إن "السياسات الخاطئة" وراء عدم اعتناق الجنوبيين الإسلام.
6- وقف الأموال للأندية – د.سعد هلالي
متزامنة مع حملة تبرعات يطلقها نادي الزمالك تحت اسم "ناديك يناديك" لمواجهة الأزمة المالية الطاحنة التي يمر بها النادي وللصرف منها على أنشطته الرياضية والاجتماعية، جاءت فتوى د.سعد الدين هلالي أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة الأزهر خلال حديثه في برنامج "مصر النهاردة" على التلفزيون المصري 2010 بأنه يجوز للمسلم أن يوقف جزءا من أمواله لإنشاء كيان ما أو نادٍ ولو للأغنياء فقط من باب تأليف قلوبهم باعتبار ذلك "من قبيل العمل الإنساني ونشر الخير"، مشيرا إلى أن هذا هو رأي الجمهور رغم عدم إجازة الحنفية لذلك الرأي.
هذا التزامن جعل البعض يتصور الفتوى بمثابة تأصيل شرعي لحملة نادي الزمالك، وهو ما أثار جدلا ما بين مواقف الرافضين لها باعتبار أن فقه الأولويات لا يجيز تقديم الرفاهيات على الضروريات، وما بين المؤيدين لها الذين يؤكدون صحة الفتوى شرعا، وما بين الذين يرون القولين صحيحين معا باعتبار أن الفتوى صحيحة ولكن تم تنزيلها على غير محلها وفي غير مكانها.
7 - تحريم هدم الأضرحة – د. علي جمعة
على خلفية قيام بعض المجهولين بالتعدي على الأضرحة في بعض محافظات مصر، رفضت دار الإفتاء المصرية إزالة أي ضريح داخل المساجد بدعوى أن الأضرحة مخالفة للشريعة أو بحجة توسعة المسجد، كما أهابت بعموم المسلمين التصدي لدعوات هدم الأضرحة التي تقول بأن الحفاظ عليها شرك بالله.
وأكدت في بيان وصل لمشيخة الطرق الصوفية بالإسكندرية وحصلت شبكة «أون إسلام» على نسخة منه- أن "حرمة المسلم ميتًا كحرمته حيًّا، فإذا كان صاحب القبر من أولياء الله تعالى الصالحين فإن الاعتداء عليه بنبش قبره أو إزالته تكون أشد حرمة وأعظم جرمًا".
فتوى دار الإفتاء جددت جدلا قديما بين أنصار التيار السلفي وأبناء الطرق الصوفية حول وجود الأضرحة داخل المساجد وحكم الصلاة في المساجد التي بها أضرحة، وحكم إزالة الأضرحة من المساجد، وهو ما جر على دار الإفتاء انتقادات من جانب سلفيين رأوا في فتواها "انحيازا للطرق الصوفية".
8- تحريم إرسال عسكريين لأفغانستان – إخوان الأردن
بعد أيام من الكشف عن وثيقة نشرها موقع ويكيليكس تتحدث عن تعزيز الأردن وجوده العسكري بأفغانستان، حرمت اللجنة المركزية لعلماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي –الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين- إرسال قوات عسكرية لأفغانستان للقتال إلى جانب القوات الأمريكية، وذلك طبقا لما جاء في فتوى صدرت بهذا الخصوص.
وقالت الفتوى التي صدرت عن اللجنة التي يترأسها القيادي الإخواني البارز الدكتور محمد أبو فارس إنه "يحرم على أي مسئول أن يرسل قوات عسكرية إلى أفغانستان لتقاتل مع قوات التحالف بقيادة أميركا في أفغانستان أو في أي بلد آخر"، كما حرمت "على المسلم إطاعة أي أمر في معصية الله.
فتوى إخوان الأردن فتحت بابا واسعا للخلاف مع الحكومة الأردنية التي تؤكد دائما إن قواتها بأفغانستان تعمل بمهام إنسانية لا سيما من خلال المستشفى الميداني الأردني هناك، رغم مقتل ضابط استخباراتي أردني رفيع المستوى وسبعة من ضباط "سي آي أي" في عملية خوست التي قام بها الطبيب الأردني همام البلوي قبل نحو العام.
ودفع ذلك حزب العمل إلى التأكيد على أن "الحديث انصب على القتال الى جانب قوات التحالف ضد شعب مسلم، له علينا حق النصرة، فهو لم يشر الى المساعدات الإنسانية والاغاثية التي نقدرها عالياً، ونعتز بكل من يمارس دوراً فيها، كما أن الحكم كان عاماً لا يتعلق بقطر بعينه، ولا يشير الى جيش محدد".
9- جواز بيع الآثار وطمسها – الشيخ حسان
فتوى لم تثر جدلا شرعيا فقط، ولم يقتصر ردها على العلماء الشرعيين، إذ انبرى مثقفون وخبراء الآثار والتاريخ في ردها ومهاجمتها إلى الحد الذي أعلنوا فيه تقدمهم ببلاغ للنائب العام ضد صاحب الفتوى الذي تراجع عنها فيما بعد.
ففي برنامجه "فتاوى الرحمة" الذي يذاع مساء الإثنين من كل أسبوع على فضائية "الرحمة"، قال الداعية السلفي محمد حسان في رده على سؤال ورده حول حكم بيع الآثار: "إن كانت هذه الآثار في أرض تملكها أو في بيت لك فهذا حقك ورزق ساقه الله ولا إثم عليك في ذلك ولا حرج، وليس من حق دولة ولا مجلس ولا أي أحد أن يسلبك هذا الحق، وهذا الرزق الذي رزقك الله إياه، هذا ركاز أو كنز أو ذهب أو غير ذلك فهذا حقك إن كان في ملكك".
واستدرك قائلاً: "أما إن كانت هذه الآثار ظاهرة التجسيم لأشخاص فعليك أن تطمسها لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن بيع هذا (الأثر المجسم)، وما حرم بيعه حرم ثمنه، وإذا كانت هذه الآثار في أرض عامة أو مال عام تمتلكه الدولة فليس من حقك أبدا أن تأخذه أو تهربه أو تسرقه أو تبيعه وإن فعلت ذلك فقد فعلت حراما والمال الذي أخذته حرام".
من جانبهم رفض فقهاء أزهريون فتوى أفتى بها الداعية محمد حسان بجواز بيع الآثار إن وجدها الشخص في ملكيته الخاصة، ووجوب طمسها إن كانت تجسم أشخاصا، وحذروا من أن هذه الفتوى –من منظور شرعي- غير صالحة لزمننا هذا و"تفتح الباب أمام نهب وسلب للآثار وتشرعن جرائم تهريبها" بدعوى أنه وجده في أملاك خاصة.
10- إباحة دم البرادعي والقرضاوي – محمود عامر
وكأن عام 2010 أبى أن ينتهي إلا بفتوى تثير جدلا شرعيا وسياسيا هو الأعنف من نوعه، فالفتوى لم تتعلق بما هو حلال وحرام فقط، بل تتعلق بإباحة دم أحد رموز المعارضة المصرية بدعوى "شق عصا الناس".
ففي النصف الأخير من شهر ديسمبر أثارت فتوى أصدرها شيخ سلفي تدعو لقتل الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يفكر في الترشح لانتخابات الرئاسة العام المقبل، جدلا دينيا وسياسيا في البلاد.
وقال الشيخ محمود عامر رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة (180 كيلومترا شمال القاهرة) في بيان نشره على موقعه: «إننا في مصر شعب يدين غالبيته بالإسلام، والمتأمل لتصريحات البرادعي يجد فيها الحث والعزم على شق عصا الناس في مصر الذين تحت ولاية حاكم مسلم متغلب وصاحب شوكة تمكنه من إدارة البلاد».
وطالب عامر، الذي أسند فتواه إلى بعض الأحاديث النبوية وفتاوى لشيوخ سلفيين، البرادعي بإعلان توبته مما قال « وإلا جاز لولي الأمر أن يسجنه أو يقتله درءا لفتنته حتى لا يستفحل الأمر»، وعاد عامر مجددا وسط اللغط المثار حول فتواه مؤكدا صحة فتواه، وأنها لا تشمل البرادعي وحده وإنما كل من نهج نهجه في التحريض على "الخروج على الحاكم"، بما فيهم الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وبينما اعتبر علماء أزهريون صدور هذه الفتوى «تهورا» مؤكدين خطأها تماما، رفض مفتي مصر التعليق عليها باعتبار أن مطلقها ليس عالما ولا أزهريا، كما تبرأت جمعية أنصار السنة المحمدية من الفتوى واصفة إياها ب"الشاذة والمريبة"، وأكدت أن ما ذكر فى الفتوى يخالف ما قامت عليه الجماعة من أسس وأهداف.
فتاوى أخرى
وبخلاف هذه الفتاوى العشرة، جاءت فتاوى أخرى لتثير اهتمامات المسلمين وتمس حياتهم بصور مختلفة، كان من بينها فتوى تؤكد إباحة السلام على غير المسلم بلفظ السلام على اعتبار تخصيص الأحاديث الواردة بالمنع على حالة الحرب وعموم أحاديث إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف، وكذلك فتوى علماء باكستان بتشجيع الأسر على تطعيم أطفالها ضد هذا المرض المستوطن؛ حيث كان البعض يعتقدون فيها أن اللقاح ضد شلل الأطفال هو جزء من "مؤامرة غربية ضد أطفال المسلمين".
كما شهد عام 2010 حضورا للفتاوى في الشأن السياسي، من بينها كانت فتوى مفتي الأردن بوجوب المشارك في الانتخابات التي قاطعتها أحزاب وقوى سياسية أبرزها حزب العمل الإسلامي وهو ما استتبع رفضا من قوى المعارضة معتبرين إياها "توظيفا للفتوى في أمور السياسة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.