أيها الشباب التونسي المسلم .. يارفاق الدرب النضالي الاسلامي المضني والطويل إني أرى عملية اختطاف تتعرض لها الحركة الإسلامية التي أسسنا لها منذ سبعينات القرن الماضي جيلا وراء جيل وقدمنا التضحيات الجسام في سبيلها...هذه العملية القذره التي تقوم بها بعض قيادات النهضة حاليا عن قصد أو عن جهل تصب بكاملها في صالح اليسار والعلمانية ومسخ الهوية التونسية الأصيلة .. وهؤلاء الطراطير ليس لديهم حيلة سوى تقديم التنازلات تلو الأخرى وكأن دين الإسلام موروث شخصي لهم .. وكأن الحركة الإسلامية التي أسس لها الرجال الأحرار أصبحت مختزلة في شخوصهم التي ثبت عجزها وفشلها في ممارسة اللعبة السياسية...اليوم فشلت جميع مساعيهم في إيجاد مكان لهم في الرقعة السياسية يليق بالحركة الإسلامية التونسية وقد فشلوا في كل الحسابات وأصبحوا ينتقلون من هزيمة لاختها ومن تنازل جسيم لآخر أشد منه جسامة وخطورة ، لذلك وجب عليهم الإنكفاء وترك الساحة لغيرهم ممن تمكن من هزم اليسار ايام الليل الحالك .. عندما كنا نصارع على ثلاث جبهات مختلفة .. جبهة نظام العمالة والخيانة البورقيبي وتبعه في ذلك نظام التعسف البوليسي لبنعلي..وجبهة الخصوم العقائديين من ماركسيين وخلائق العلمانية واللائكية واشباههم من أصحاب الفكر المستورد .. والجبهة الخارجية نحو العالم فيما يخص نظرة الأمم الأخرى للفكر الإسلامي كفكر قيادي واثبات ذلك للعالمين..لقد نجحنا في هذه الجبهات الثلاث وعندما دخل معنا الغثاء من الوصوليين ذوي العقائد الضحلة فشل كل شيء حتى وصل بالحركة الإسلامية التونسية ان تتحالف مع أعدائها ونواقضها العقائديين وتتاجر بكل الثوابت الشرعية التي يسقط الدين بسقوطها..وما هي إلا ايام وانقلب السحر على الساحر فأصبح حلفاء الأمس اعداء اليوم .. وقد أصبح الجهد الجبار الذي قدمه المجاهدون الأوائل ومن تبعهم على دربهم في مهب الريح...هذه الحركة التي تدعي ملكيتها القرار باسم الحركة الإسلامية التونسية وباسم دين الأمة .. لا تمثل إلا شخوص قياداتها وليس لها قواعد بالمفهوم السياسي للكلمة .. فهي لم تعقد يوما مؤتمرا عاما لقواعدها ولم تستشرهم في شيء عظم شانه أو قلّ ولم تنجز يوما إنتخابات لتحديد قيادتها ولم تلتفت يوما للقواعد ولم تعتبرهم موجودين ولم تفهم انه يهمهم أمر البلاد و دين البلاد و العباد .. وقد نصبوا انفسهم هكذا بالمجان مقررين بإسمنا وكأننا قطيع من الخرفان..وعندما نبهناهم ونصحناهم كفرونا وصبوا علينا جام الغضب والشتائم والسباب التي لا تصدر إلا عن من لا دين له.. وعندما تحدث مصيبة وهي آتية لا محالة بوجودهم..يفرون هم كالعادة وراء البحار والحدود ونتحمل نحن المسؤولية وندفح الفاتورة سجنا وتشريدا وحرمانا وتعذيبا..نحارب الدكتاتورية والتهميش ونظام الحقرة والإحتقار التي مارسها بنعلي ونهزمها وعندما ننتصر نأتي بأشخاص من وراء البحار لم يعد لهم أي علاقة بالعباد ولا بالبلاد وكلهم يحملون الجنسية المزدوجة .. نأتي بهم ليمارسوا علينا نفس الديكتاتورية ونفس التهميش ونفس نظام الحقره.. هذا الوضع يجب ان يزول وهذه المعادلة المائلة يجب ان تلغى وتأتي بدلا عنها معادلة تعيد الحق النضالي والتاريخي لأصحابه الشرعيين..الآن وقد باعوا كل شيء في سوق النخاسة السياسوية ولم يبق أمامهم إلا الحائط فإنه يتوجب علينا نحن الجيل الأول للحركة الإسلامية تجميع شتاتنا وإعادة بناء الإتجاه الإسلامي من جديد على الأسس التي أنشأناه عليها أول مرة...بدأت اقتنع بان تكوين حزب حركة النهضة بهذه السرعة والموافقة عليه بكل استعجال ياتي في إطار خطة شيطانية تستهدف تقزيم الحركة الإسلامية وتشويه دين الإسلام خاصة انهم قد جمعوا حولهم أطقما من التجار المتنازلين و من عشاق الكراسي لا يمكن ان يتكرر .. ومن ثم يتسنى لأعداء الملة والدين الذين اتقنوا اللعبة السياسية.. يتسنى لهم القضاء على التوجه الإسلامي في البلاد والقطع النهائي مع مشارب الدين الإسلامي في تونس .. ولذلك يتوجب على أحرار هذه البلاد من الحركة الإسلامية بمختلف أجنحتها ومن خارجها التحرك لوقف هذا التيار الجارف وإيقاف حركات التحزب الديني المشبوهة عند حدها.. وإستقرؤوا الأحداث لو شئتم ستجدون ما أقوله ملاصقا للحقيقة والواقع . والله على ما اقول شهيد محمد علي الهادي بن تيتاي 25-06 -2011