لماذا نرفض العلمانية المتطرفة ؟ نرفضها أخلاقيا لأنها موقف يتعالى على الشعب ويحتقره حين يرى في ما يحمله الشعب من هوية ومعتقدات وعادات وقيم جهل وتخلف ورجعية ويصبح كل سلوك وكل ممارسة يأتيها ابناء الشعب موضوعا للتقزز والاحتقار والسخرية والاستهزاء. نرفضها سياسيا لأن العلمانية تدعي ان العلمانيين هم من يعرف ومن يفهم ومن يدرك وأن البقية جهلة سفلة لا بد من اجراء عملية غسل دماغ كامل لهم حتى يكون من الممكن تخليصهم من ادران هويتهم وعقيدتهم وهو موقف لا يمكن أن يؤسس الا لدكتاتورية بشعة لا تتوانى على ان تقتل وتفتك حتى ان اقتضى الامر بجميع ابناء الشعب الذين يكونون غير مستعدين للتخلي عن عقيدتهم وهويتهم نرفض العلمانية لاسباب عملية. فالتجربة قد أوضحت على نحو قاطع انه لا يمكن تجاوز ولا طمس هوية هذا الشعب وأن كل مشروع لا يحترم هذه الهوية مآله الفشل مهما امتلك العلمانيون من سطوة مادية ومعنوية . نرفض العلمانية لأننا نرفض ان نرهن هذا الوطن في خوف على الحق في شرب البيرة ومن اجل ضمان هذا الحق الذي لا ندري من يهدده فعليا لا مشكل في حرق الوطن وخلق الفتنة .