مازالت توابع الزلزال الثوري تجتاح المشهد العام محلياً وإقليمياً ودولياً ، ومازالت هزاتها الارتدادية مؤثرة وبشكل واضح على المواقف والممارسات والتصريحات هنا وهناك ، ومع اختلاف ردود الأفعال يوجد عنصر مشترك هو الموقف من التيار الإسلامي بصفة عامة والإخوان بصفة خاصة ، عنصر تم توظيفه سابقاً ومازال التوظيف ساري المفعول حتى تاريخه ، حيث يتم استكمال كتالوج ترويع الرأي العام وتفزيع النخبة وإرهاب المجتمع الدولي من الإخوان ، أكاذيب و مغالطات وأوهام فاقدة المفعول والقيمة على غرار الدولة الدينية وحقوق الأقليات والضمانات المطلوبة من التيار الإسلامي حال وصوله للحكم وأشياء أخرى قواعد ومنطلقات ** الإخوان جزء أصيل من شعوب المنطقة بل ربما يكون الجزء الأكثر أصالة ، بما يملكه من مشروع يتفق مع هوى وهوية شعوب المنطقة ** الواقع الميداني يؤكد أن الإخوان واقع ذو ثقل وشعبية و لا يمكن تجاوزه أو إقصائه أو الالتفاف عليه ** مرجعية الإخوان تمثل خطاب ضمان شامل له رصيد وسابقة أعمال مشرفة ، خطاب ضمان لكل الشعوب بغض النظر عن ألوانهم أو أفكارهم أو معتقداتهم ** الحكم ليس حكراً على فصيل دون غيره بل هو حق دستوري وقانوني وإنساني لكل من توفرت فيهم الشروط والمواصفات وأجمعت عليهم إرادة الشعوب ** الترويع المتعمد للرأي العام من الإخوان سيعود بمزيد من التعاطف والتأييد الجماهيري من جهة والمزيد من الإصرار والعمل من جهة أخرى ** الشعوب تتمتع بالأهلية الكاملة فضلاً عن الحكمة والرشد التي تخطت بهما النخبة التي استسلمت لقواعد اللعبة المفروضة أنظمة الاستبداد والفساد والقمع وجاءت الشعوب لتنسف اللعبة والأنظمة وتفرض قواعد جديدة أكثر كفاءة وعدالة ** الإخوان يوقنون أن الإصلاح مسئولية وطنية لا يقوى عليها فصيل منفصل مهما كانت إمكاناته لذا كان التنسيق بين غالبية التيارات السياسية تنسيق تحكمه المشروعات الإنمائية والإصلاحية بعيداً عن الخلفيات الثقافية والعقدية لأن في هذا مصلحة الوطن والمواطن بل والحياة السياسية عموماً ** المرحلة القادمة هي مرحلة الإسلام والإسلاميين وفقاً لنظرية التحول الحضاري بعد عقود هيمنة فيها النخبة العلمانية على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي ثم تآكلت بسبب سقوط الشعارات وفشل التجارب ** المجتمع الدولي تحكمه المصالح "لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة ولكن مصالح دائمة" وهو يعي جيداً أن مصالحه مع الشعوب ومع من تجتمع عليه إرادة الشعوب في انتخابات حرة ونزيهة وأخيرا..... ليس من المهم من يحكم ؟ الأهم هو مجئ الحاكم بإرادة الشعب ، ينتخبه ويدعمه ويراقبه ويحاسبه ثم يكافئه أو يعزله ، نحن كمصريين بحاجة ملحة لمناخ من الهدوء والتوافق بعيداً عن أجواء الاستنزاف وإهدار الفرص ..... حفظك الله يا مصر ...... محمد السروجي مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية