عنوان شاذ كشذوذ النظام الذي يتولى رسم الخطوط العريضة لسياسات العهد الجديد التي سيلتزم الشعب التونسي باتباعه ... انتهت كل الحيل ، و نضبت سلة الكذب ، و جف حبر الأقلام الصفراء ، و نشف ريق الخطب العصماء ، و عصفت الرياح بالوعود الكاذبة و المواعيد المؤجلة ، و لم يبق في جعبتهم سوى خرطوشة واحدة و أخيرة و بعدها... لا مفر لهم من الانتحار السياسي كنتيجة طبيعية للدرب الذي سلكوه . ان المس بالمقدسات و النيل من شخص الرسول الكريم عليه افضل الصلاة و أزكى التسليم و اشاعة الشذوذ الجنسي في أوساط المجتمع المسلم و تمويل و عرض أعمال سينمائية تنال من حرمات الاسلام بأموال الشعب الثائر و باذن الحكومة و حماية بوليسها ، لهو خير دليل على افلاس هذه الحكومة الشاذة كشذوذ تركيبتها بل نحسبها فقدت صوابها و هي عاجزة كل العجز ان تملأ يدها من السلطة و هي على رأس هرمها ، و ميزانية الدولة تحت تصرفها بدون مراجع حسابات ، و عناصر الأمن تحت امرتهم ، و أبواق الاعلام و الدعاية تحت ادارتهم ....فلقد عميت أبصارهم و من ثم قلوبهم لأنهم لم يتعودوا على العيش تحت سماء الحرية و أن يمارسوا حقيقة مدلولات الديمقراطية الذين يتشدقون بها صباحا مساء . فما أحلاك و أجملك يا تونس الحرة ....فلا يبقى في قاع البئر الا حجره ...." فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " آيات السقوط و بشائر الفرج بدأت تلوح في الأفاق بعد انسحاب حركة النهضة من بيت العنكبوت المسمى بالمجلس التأسيسي و يتوقع في الأيام القادمة انسحاب قوافل من البواسل و الوطنيين و غير الشاذين نفسيا ، حينها سيتم عرض المجلس في المزاد العلني و يضرب جرس افتتاح المزايدات و التسليم لمن يدفع أكثر ، و أحسب أن دم الشهداء أنفس من الذهب و الفضة و أهليهم من شباب الثورة و رجال الحركة الاسلامية أحق من غيرهم من اللصوص و الشواذ و الأقليات و حينها ستشرق شمس الثورة من جديد و يستبشر الوطن و الأهل بوعد زاهر غير مكذوب .. أما قصة اللحية السوداء التي ظهرت على شاشات الفاسبوك و صاحبها السلفي المزعوم الذي يحاول جاهدا منعها من السقوط و هو يتظاهر أمام قاعة السينما التي عرضت فيلم الشذوذ محتارا بين التلويح بيده مستنكرا الفيلم او المسك بلحيته التي تتدلى من على خده العابس مستعينا بأحد زملائه حتى لا ينكشف أمره . سيدي القارئ هذه عقلية النظام الذي يحكم تونس حاليا ....أليس من الخجل أن يتولى صنف من هذا البشر العابث ادارة حكومة عشرة مليون نسمة فيمول فيلم سينمائي هابط بخزينة الدولة ليخدش الحياء و ينال من مقدسات الأمة ثم بعد ذلك ينظمون مسيرة كاذبة يحمل منظموها لحية صينية الصنع من الصنف الثالث و ذلك لزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد و الايحاء بأن الاسلاميين يزحفون نحو العاصمة و ينسخون تجربة طالبان الافغانية على تونس الخضراء ، و لكن خاب سعيهم و انفضح أمرهم و انكشف مخططهم . ماذا بقي اذا لليسار و الانتهازيين من حيل و خدع أخرى لينفردوا بالسلطة لوحدهم ؟....أعتقد أن مسألة اللجوء الى أعمال ارهابية هي آخر فرصة لهم و محاولة لتفجير الوضع و لخبطة الأوراق و اعادة رسم الخريطة من جديد و لا أستبعد أن يمنعوا حركة النهضة من الترشح في الانتخابات القادمة بسبب تورطها زورا في أعمال ارهابية ...و لكن أعتقد أيضا أن هذا السيناريو أيضا سيفشل باذن الله مثل السيناريوهات السابقة لأنه بكل بساطة تونسي اليوم يختلف على تونسي الأمس و لكن يسار الأمس هو نفسه يسار اليوم و لم يتطور و لم يستفد من الثورة في شئ .