الشعوب العربية ظلت عقود وعقود و هي تعاني من أنظمتها الاستبدادية التي لا تختلف كثيرا عن نظام نورييغا الذي ظن انه ملك البلاد و العباد بل و لا تختلف عن نظام فرعون الذي ظن انه الرب الاعلى اذ قال `.. انا ربكم الاعلى ..` و لكن دائما النتيجة واحدة و تكون بالخسف او ما يسميه الفيزيائيون السقوط الحر .. فأخذه الله نكال الاخرة و الاولى ` هذا هو فرعون الذي كانت الانهار تمشي من تحته أرادها الله ان تكون من فوقه بعد أن قتل الرجال و شرد العائلات و يتم الأبناء و عاث في الأرض فسادا و ظلما و جورا ....... و هذا ما حل بكثير من الأنظمة العربية و رؤوسها بل و غيرها من الجلادين القاهرين لشعوبهم .. و لما علمت ان النهاية دائما تكون على حسب البداية أردت ان أتقدم بنصيحة الى الحكام العرب خاصة و إلى جميع الحكام الذين لايختلفون كثيرا عن فرعون في سياساتهم ' و أملي أن لا يكون الحاكم ضحية ينطبق عليه قول الله : ` اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك أية ` و أقول لهم يا أيها الاخوة الفضلاء غيروا مفهوم الشعوب لديكم فبعد أن كان المفهوم هو العبيد و القطعان المسيرة _ كما يسميها البعض _ فإنها أصبحت الان العكس تماما من ذلك بفضل الله اولا ثم بفضل الصحوة العربية التي حلت بالامة مع نهاية 2010 و بداية 2011 من تونس الزكية الى سوريا الحبيبة الطاهرة اليوم و أما المفهوم الجديد يعني الشعب مصدر كل السلطات و الشعب هو صاحب القرار و هو أصل الدولة فالحاكم بدون دولة لا يعني حكمه شيئا الله الله يا حكامنا و الله لو خرج الشعب ليقول قوله و كلمته ما ردعه شيئا الا قدرة الله و لا يسكنه الا ان تستجاب دعوته هاهو بن علي قتل العشرات من المواطنين قصد اجهاض المسيرات فما زاد ذلك الا ثورة فوق ثورة و الرئيس المخلوع مبارك قتل و استعمل البلطجة و الاستنفار الامني و لم يستطع قدر انملة ان يجهض مراد الشعب فقرر التنحي لانه علم ان الشعب ادرك انه اذا اراد الحياة فلا بد ان يستجيب لرصاص النظام و قد فعلها كل من الشعب التونسي و المصري و الليبي و اليمني و البحريني و السوري غيرهم و اسال الله ان يكون السيناريو متواصلا الى اسقاط كل العملاء الذين باعوا كرامتنا و شرفنا للاعداء ,, و اليوم العقيد الذي هو ملك ملوك افريقيا اعلنها حربا ضد شعبه الاعزل الذي لا يملك سوى صدره العريان و انهى كل الوسائل و حتى المحرمة دوليا كالقنابل العنقودية ضد ما سماها هو الارهاب و القاعدة و `الجرذان ` و عاهدهم بان يلاحقهم دار دار و زنقة زنقة ... و ما الى ذلك و للاسف ليست لديه الجرأة بان يخرج عن باب العزيزية ليلاقي حتى مناصريه وهو لا يدري بذلك بل يعتقد انهم يقاتلون من اجله ان السياسة الظالمة _و بئس السياسة _ لا تنفع و لا تضئ في الظلام بل تزيد الظلام على الظلام و السوء على السوء و كلما طبقت على الشعب كلما انقلبت على صاحبها باضعاف مضاعفة وهذا ما لانتمناه لاي أحد منا و من حكامنا فهم اباءنا فليصلحوا و ليقيلوا الحكومات الفاسدة و عليهم بحل المجالس المحلية وإعادة انتخابها بانتخابات حرة و نزيهة عسى ان بقللوا من حدة الاحتقان السياسي و الاجتماعي الذي حل بالقلوب العربية و الذي دام طويلا .. و أملي أن يسمع الحكام هذا القول و لا تغرنهم تصفيقات البرلمانات اللاشرعية الوليدة النظام و هكذا أيها الحكام تبقى الشعوب هي المصدر الوحيد للقرارات و أنتم تعودون الى درجاتكم التي لا تزيد عن تطبيق إرادة الشعب لا أكثر و لا أقل