ما زالت ثورة العزة والكرامة – 25 يناير – تفرز نجاحات ومكتسبات غير مسبوقة ،حدث تاريخي لم تعهده بلدان المنطقة بل ربما وبلدان العالم ، نظام حكم بأكمله في قفص الاتهام والإدانة ، الرئيس المخلوع ونجليه ووزير داخليته وكبار مساعديه ، حدث واقعي يفوق كل الأحلام والأوهام والطموحات ، حدث لم يخطر ببال أكثر المتفائلين من شعب مصر والمنطقة كما لم يخطر ببال أكثر المتشائمين من رجالات النظام ، حدث يعطي العديد من القراءات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي منها : ** الشعوب هي الأبقى مهما طالت عقود الاستبداد والفساد والقمع طالما لم تفقد الأمل ومازالت تريد الحياة ** المزيد من الثقة في الله سبحانه وفي أنفسنا ومؤسساتنا القضائية العريقة التي ** استمرارية نجاحات الثورة بتحقيق خطوة نوعية في مرحلة العدالة والتطهير وفي المقابل تراجع فلول النظام التي باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة ** تأكيد حضارية وسلمية الثورة في التعامل القانوني والإنساني مع مبارك وأسرته فلم تقتحم قصورهم بزوار الفجر كما فعلوا بالمعارضين ولم يعيشوا ظروف احتجاز غير إنسانية ولم تتم إحالتهم لمحاكم عسكرية ** مصداقية ووطنية المجلس الأعلى للقوات المسلحة وانحيازه لمطالب الشعب وانهيار محاولات التشكيك والوقيعة التي راهن عليها بقايا ونفايات النظام البائد ** رسائل وإنذارات لكل نظم الاستبداد والفساد والقمع من الملوك والرؤساء والأمراء بأن دوام الحال من المحال وان يوم الحساب ليس ببعيد ، ورسائل تطمين لكل الشعوب المقهورة أنه ما عليكم إلا أن تريدوا الحياة فيستجيب القدر ** رهان الدول الغربية صاحبة المصالح في المنطقة على نظم الاستبداد والفساد والقمع رهان خاسر ، وأن دعمهم سلوك غير أخلاقي ولا قانوني ** تخلي بعض دول الجوار عن دعم مبارك ليقينهم أن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء "راجع تصريحات الخارجية السعودية والصهيونية : لقد طوينا صفحة مبارك" خلاصة الطرح ...... أن سنن الله غلابة وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب بل يناديها الملك الجبار "بعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"فكان الحين ثلاثون عاماً مع دعاء ملايين المظلومين. إشارة: هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني– مع كل التقدير – ليست على مستوى الحدث ويجب أن يدخل على خط الدفاع نقابة محامين مصر والعالم العربي بل وأحرار العالم فنحن لسنا أمام قضية تعويض في حادث سير بل في قضية أمة وحق شعب . محمد السروجي مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية