مراد رقية في اطار ما تشهده الساحة السياسية التونسية من بلقنة وتشرذم سياسي يهدد بمقاطعة الجسم الانتخابي لاستحقاق23 أكتوبر2011 لا حظت والأكيد بأنني لست الوحيد في ذلك وقياسا على ما تشهده الساحات السياسية خاصة في الدول العربية التي تنعدم فيها تقاليد ديمقراطية عريقة وثابتة،واضحة المعالم والقيم،لاحظت بروز تقليعة خطيرة تتمثل في تحوّل التيّار المستقل مطية لجحافل الانتهازيين وللمغامرين السياسيين،وللمتحولين جينيا على اختلاف تلاوينهم؟؟؟ ولعل أخطر ما في هذه الظاهرة حاليا لجوء بعض محترفي الانتهازية السياسية من المنتسبين السابقين للتجمع الدستوري المنحل،أو كذلك المنتسبين لبعض التيارات الاسلامية اختراقا والتفافا على الاستحقاق الانتخابي بتكوين قائمات مستقلة تستوعب مغامرين من شتى الأفق تكون أبعد ما تكون عن الاستقلالية الحق ولعل الهدف من وراء هذه المناورات المكشوفة طورا،والمتخفية تارة أخرى هو سعي هؤلاء المستقلين المزيفين بعد انتهاء الاستحقاق الى الانضمام الى التيارات الأصلية تجمعية،أو اسلامية،أو قومية وحتى ان لم توفق في الحصول على أي أصوات فانه يكفيها فخرا أنها ساهمت في خلط الأوراق،وفي ارباك المشهد،وخاصة في احباط الجسم الانتخابي بازدياد ضبابية وغموض الصورة لديه مما يجعله يلعن السياسة والسياسيين فيركن الى المقاطعة بعد تأكد تلاعب هؤلاء الانتهازيين بحظوظ تكريس المسار الديمقراطي؟؟؟ لم تمض سوى بضعة أشهر على ثورة الكرامة والحرية ولن يكون من الصعب على الأهالي المكونين للجسم الانتخابي كشف أباطيل وألاعيب هؤلاء الانتهازيين الذين تلوّنوا بكل الألوان وجلسوا على كل الموائد قبل14جانفي2011 وكابدوا في الكذب على الناس وعلى أنفسهم ففقدوا كل مصداقية،ولعل المطلوب هو ادراج تحييد وابعاد هؤلاء الانتهازيين ضمن حملة التطهير التي كانت ولاتزال أحد أهم أهداف الثورة اذ أن من أوكد واجبات الثورة تصفية الفاسدين،كل الفاسدين بما في ذلك الفاسدين السياسيين الذين تلونوا وزحفوا ونافقوا واحترفوا الكذب والزور والبهتان،واعتقدوا خطأ بأن ما كانوا يرتكبونه من تجاوزات خرقاء ما زال متاحا وممكنا بعد ثورة الكرامة والحرية،فكفى ضحكا على الذقون ياسادة،لقد انكشفت أباطيلكم ومخططاتكم مهما اجتهدتم في نسج خيوطها وتدبرتم نصب شباكها؟؟؟