حين أمارس الصمت كحاله مؤاتية للكتابة تتسربل رائحة الحبر ويولد الحرف ملتوياً كأنه يتنفّس حين أختنق!! ... قبل أن نشنّ الحروبُ لإبادة الانسانية نضعُ لها مبرراتٍ إنسانية! ... تفقدُ اللغةُ إنسانيتها فعلا عندما تخبرُ عن المجازرِ بأعدادِ القتلى ... أيقظني دويّ الحرف قتلتني أخبارهم ونسيت أن أموت!! ... أليست خيانةً أن لاتمنحَ الأرضُ للحبّ سوى تأشيرة اختباءٍ بعتمها بينما تمنحُ الحربَ سلطةَ تشكيلِ ملامحِ وجهِها!! ... صرخ الحبر متكلماً.. ثائراً.. مصبوغاً بالشرر قوموا تكلموا . تكلم الجماد والحجر انتفضوا.. تحركوا. تحرك الورق والقلم ... ثقوب الذاكرةْ نملؤها بقصصْ ثقوب التاريخ نملؤها بجثثْ ثقوب الحوارْ نملؤها بخرسْ ... استيقظت حمامة ذات صباح لتجد جناحيها قد بُترا... تصيح بحرقة الألم تكتب بدم الغضب "يوماً ما سنعود للطيران" ... عندَ حافةِ السقوطْ تفكّرَ الدمعُ ملياً بكيفَ بعدما أضحى قوياً بلحظةْ يموتْ ... نحن قوم لانفتأ نتوج جمالنا بالحزن كلعنةٍ نحرص صبح مساء على التعوذ من اكتشاف تعويذة الشفاء منها ... تنحنحَ الماردُ ثم قامْ ماشابَ حزمَه ألفُ عامْ تثاءبَ وتمطأ ودونما أدنى اهتمامْ تناولَ لحماً حرامْ ثم عادَ لكي ينامْ ... قالت له : بعيداً عن الثرثرةْ مانحن ؟ قال لها نحن حرفانْ وصلُهما صعبْ وإن حالَ حرَفٌ بينهما يقْلبُها حَرْبْ ... ليست الأحلام تلك التي نراها في المنام الأحلام الحقيقية تلك التي تجعلنا لا ننام ... نعم النورُ يؤلمُ العينَ حالَ المباغتة لكن هل هذا يبرّرُ الانهماكَ في المحافظة على صحّةِ العُصابة ! ... لا تُفقَدُ الثقةُ على مراحل وكل مرحلة على حدةْ بل هي تفقد كاملة ولمرةٍ واحدةْ ... أخطرُ الرجال رجلٌ لا يملكُ ما يخسرُه وأحكمُ الرجال رجلٌ لا يسعى خلف ما قد يأسرُه ... هل من رجلٍ فصيحٍ يُربكها من دون غزلٍ صريح ......زياد دياب