تمرّ ثورتنا بواحدة من أدقّ مراحلها يستعد فيها شعبنا لإنجاز انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وتزداد المخاطر التي تهدّد هذا الاستحقاق الوطني عبر الانخرام الأمني المتسعّ وتزايد الدعوات غامضة الدوافع والأهداف للقيام باستفتاء مواز لانتخاب المجلس التأسيسي. إننا في حركة النهضة وبكامل الشعور بالمسؤولية تجاه شعبنا وتجاه ثورتنا نعلن : 1. . إدانتنا أعمال القتل والحرق والنهب والعنف والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة أيّا كان المتسبب فيها، وندعو الجميع إلى ضبط النفس وعدم الانجرار نحو العنف ووضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار كما ندعو كافة أبناء الحركة والشعب لحماية المواطنين والممتلكات والمرافق العامة والخاصة، والتنسيق في ذلك مع الجيش الوطني وقوات الأمن. 2. . ان انتخاب مجلس وطني تأسيسي كامل الصلاحيات ينجز مهامه خلال مدة أقصاها سنة هي أصدق تعبير عن الإرادة الشعبية وأفضل حماية للثورة ومكاسبها وتأكيد حقيقي لنجاحها وتجسيد لسيادة الشعب وإرادته الحرة. 3. . أن الدعوة إلى استفتاء غامض مواز للانتخابات هو تشويش على المطلب الشعبي واستبدال له بمطلب فئوي ضيق يربك أوضاع البلاد ويقيّد إرادة الشعب ومؤسساته المنتخبة ويفرض وصاية أقلية عليها ويشوّه ثورته ويهدّد عملية الانتقال الديمقراطي ويفتح الباب أمام المغامرة وعودة بقايا النظام البائد. 4. . رفضنا لكل مساس بأمن البلاد واستقرارها وكل تعدّ على مؤسسات الدولة وخشيتنا من أن يوظف تفعيل حالة الطوارئ في المسّ من الحريات العامة والخاصة ومن حقوق الإنسان. 5. . أن خطاب السيد الباجي قائد السبسي الوزير الأول في الحكومة المؤقتة وجه رسائل غير مطمئنة ومربكة للشعب رغم إيجابية تأكيده على التمسك باستحقاق 23 أكتوبر موعدا لانتخاب المجلس الوطني التأسيسي. 6. . تأكيدنا حق الأجهزة الأمنية في اختيار هيئات تمثلها وتدافع عن منظوريها وترعى مصالحهم على أن لا يمسّ ذلك من التزامها الحياد والنأي بنفسها عن الصراعات والقيام بدورها الوطني كاملا في حماية الدولة والمجتمع وأرواح الناس وأملاكهم وأعراضهم والانضباط للقيادة السياسية وفق ما تقتضيه قوانين البلاد ومصلحتها العليا.