خطير/ منحرفون يثيرون الرعب ويهشمون سيارات المواطنين.. ما القصة..؟!    عاجل/ تعزيزات أمنية في حي النور بصفاقس بعد استيلاء مهاجرين أفارقة على أحد المباني..    منوبة: تقدّم ّأشغال بناء المدرسة الإعدادية ببرج التومي بالبطان    الحماية المدنية: 17 قتيلا و295 مصابا في ال 24 ساعة الماضية    فتح تحقيق في وفاة مسترابة للطبيب المتوفّى بسجن بنزرت..محامي يوضح    %9 حصّة السياحة البديلة.. اختراق ناعم للسوق    وزير الخارجية الأميركي يصل للسعودية اليوم    نقطة ساخنة لاستقبال المهاجرين في تونس ؟ : إيطاليا توضح    الخارجية الإيرانية تعلّق على الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية    كأس الكونفدرالية الافريقية : نهضة بركان المغربي يستمر في استفزازاته واتحاد الجزائر ينسحب    الدوري المصري: "معتز زدام" يرفع عداده .. ويقود فريقه إلى الوصافة    مدنين : مواطن يحاول الإستيلاء على مبلغ مالي و السبب ؟    نشرة متابعة: أمطار رعدية وغزيرة يوم الثلاثاء    تعرّض سائق تاكسي الى براكاج في سوسة أدى إلى بتر إصبعيه    17 قتيلا و295 مصابا في ال 24 ساعة الماضية    سليانة: 4 إصابات في اصطدام بين سيارتين    قيس الشيخ نجيب ينعي والدته بكلمات مؤثرة    ما حقيقة انتشار "الاسهال" في تونس..؟    تصل إلى 2000 ملّيم: زيادة في أسعار هذه الادوية    تونس : ديون الصيدلية المركزية تبلغ 700 مليار    هام/ بشرى سارة للراغبين في السفر..    كأس الكاف: حمزة المثلوثي يقود الزمالك المصري للدور النهائي    عاجل/ ستشمل هذه المناطق: تقلبات جوية منتظرة..وهذا موعدها..    الرابطة الأولى: برنامج مباريات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    جائزة مهرجان ''مالمو'' للسينما العربية للفيلم المغربي كذب أبيض    بعد مظلمة فرنكفورت العنصرية: سمّامة يحتفي بالروائية الفسطينية عدنية شبلي    التونسيون يتساءلون ...هل تصل أَضحية العيد ل'' زوز ملايين'' هذه السنة ؟    زلزال بقوة 4.6 درجات يضرب هذه المنطقة..    أخيرا: الطفل ''أحمد'' يعود إلى منزل والديه    يوميا : التونسيون يهدرون 100 مليار سنويا    زيارة ماسك تُعزز آمال طرح سيارات تسلا ذاتية القيادة في الصين    دكتور مختصّ: ربع التونسيين يُعانون من ''السمنة''    عاجل/ تفكيك شبكة مُختصة في الإتجار بالبشر واصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن في حق أعضائها    غوارديولا : سيتي لا يزال أمامه الكثير في سباق اللقب    معز السوسي: "تونس ضمن القائمة السوداء لصندوق النقد الدولي.."    تونس / السعودية: توقيع اتفاقية اطارية جديدة مع المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة    خط جديد يربط تونس البحرية بمطار تونس قرطاج    قرار جديد من العاهل السعودي يخص زي الموظفين الحكوميين    ثمن نهائي بطولة مدريد : أنس جابر تلعب اليوم ...مع من و متى ؟    بطولة ايطاليا : رأسية أبراهام تمنح روما التعادل 2-2 مع نابولي    طقس الاثنين: تقلبات جوية خلال الساعات القادمة    حزب الله يرد على القصف الإسرائيلي ويطلق 35 صاروخا تجاه المستوطنات..#خبر_عاجل    السعودية: انحراف طائرة عن المدرج الرئيسي ولا وجود لإصابات    عملية تجميل تنتهي بكارثة.. وتتسبب بإصابة 3 سيدات بالإيدز    أسير الفلسطيني يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية    البنك التونسي للتضامن يحدث خط تمويل بقيمة 10 مليون دينار لفائدة مربي الماشية [فيديو]    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    50 % نسبة مساهمة زيت الزيتون بالصادرات الغذائية وهذه مرتبة تونس عالميا    وزير السياحة: عودة للسياحة البحرية وبرمجة 80 رحلة نحو تونس    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    البطولة الوطنية: النقل التلفزي لمباريات الجولتين الخامسة و السادسة من مرحلة التتويج على قناة الكأس القطرية    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذه شهادتي لله لمرشح النهضة بألمانيا
نشر في الحوار نت يوم 20 - 09 - 2011

هذه شهادتي لله لمرشح النهضة بألمانيا


أمران حرضاني على تأليف هذه الشهادة.
الأمر الأول : واجب النصيحة من جانب وفريضة الشهادة من جانب آخر.
أما في واجب النصيحة فلقوله عليه الصلاة والسلام : „ الدين النصيحة". والحقيقة أن النصيحة لا تستوعب الدين كله لولا أنها معظمة مقدمة إلى درجة جعلت الدين وعاء لا يتسع لغير غذاء عقلي روحي إسمه النصيحة فنعم الوعاء ونعم الغذاء. أنصح نفسي وأنصح التونسيين في ألمانيا بإختيار مرشح النهضة الأستاذ فتحي العيادي.
أما في فريضة الشهادة فلقوله سبحانه في آخر سورة البقرة تعقيبا على توثيق الحقوق المادية بين الناس وسوقا للشهادة وكاء يحفظ تلك الحقوق : „ ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه". ولم ترد نسبة الإثم إلى القلب في الكتاب العزيز كله إلا في هذا الموضع تقديرا لعظمة الشهادة وفريضة أدائها ممن دعي لذلك وممن لم يدع لذلك سواء بسواء. أما التفصيل في كون الصوت الإنتخابي شهادة لا يكتمها إلا آثم قلبه فيأتي محله إن شاء الله تعالى في مناسبة لاحقة. بقيت كلمة واحدة هي : إذا كان أمر الشهادة في الحقوق المادية بين الناس مغلظا ليحتل أطول آية في الكتاب العزيز فإن الشهادة في الحقوق المعنوية بين الناس وتزكية هذا المرشح أو تزكية منافسه من الحقوق المعنوية قطعا ما ينبغي لها إلا أن تكون أغلظ وهي بالحفظ أولى وبالنصيحة أحرى.
الأمر الثاني : قربي الحميمي من مرشح ألمانيا.
قربي من الرجل يحملني مسؤولية آداء الشهادة فيه وأكرم بإنتخابات المجلس التأسيسي الوطني في تونس ( 23 أكتوبر2011 ) مناسبة مواتية لأداء تلك الشهادة سيما أن الفائزين في تلك الإنتخابات مستأمنون من لدن الشعب مباشرة على تحقيق أهداف ثورة 14 يناير جانفي بما يعني أن شهادتي في الرجل قربى مني إلى الله وحده سبحانه لقوله : „ ستكتب شهادتهم ويسألون " من جهة ومساهمة في النصيحة لثورة تونس ومستقبل الأمة العربية والإسلامية جمعاء قاطبة من جهة أخرى. أخشى إن كتمت هذا عن الناس ألا يمنحني العمر فرصة أخرى سيما بعدما خلعت الثورة على الإنتخابات نكهة للحياة تشعر الإنسان بلذة المواطنة والإنتماء لوطن وشعب وأمة وتاريخ كادت الجراحات تثخنه لولا أن تداركتنا نعمة الله تعالى بالثوار وكاتب هذه الشهادة تمخر به السنون عباب الكهولة لتقذفه بين فكي العقد السادس.
الجانب الشخصي.
1 هو الفتحي العيادي. من مواليد : 17 أفريل 1964 بمنزل شاكر بصفاقس(تونس).
2 متزوج وأب لولدين : عمر ومحمد.
3 مقيم بألمانيا منذ عام : 1992.( حاليا مقيم بمدينة كارلسرو).
الجانب العلمي والمهني.
1 متحصل على دبلوم رياضيات من جامعة رقنزبورخ بألمانيا.
2 يشتغل في حقل الأعمال الحرة في مجال تطوير النظم الإلكترونية.
الجانب النضالي.
1 من مؤسسي الإتحاد العام التونسي للطلبة عام 1986 بالجامعة التونسية.
2 من قيادات العمل الإسلامي بالجامعة التونسية ضمن حركة الإتجاه الإسلامي.
3 من قيادات حركة النهضة سيما في العقدين المنصرمين من مثل عضوية مجلس الشورى.
4 عضو الهيئة التأسيسية لحركة النهضة من بعد ثورة 14 يناير جانفي 2011.
5 من قيادات العمل الإسلامي بألمانيا ومؤسسي مختلف الجمعيات التي إحتضنت ذلك النشاط من جمعية المهاجر التونسي حتى الجمعية الألمانية التونسية للثقافة والإندماج.
6 منسق هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بألمانيا وممثل الحركة في اللقاءات الإعلامية والسياسية التي جمعته ببعض المسؤولين السياسيين الألمان.
7 حكم عليه لأجل نشاطه السياسي والنقابي مرات كثيرة بالسجن في فترة حكم المخلوع بن علي لتونس مما إضطره في الأخير إلى حياة المنافي منذ 1992.
ليس الذي أنف يهمني ولكن الذي يهمني ما يأتي ذكره.
أجل. الأستاذ فتحي العيادي لا أقدمه على أنه بطل نحرير في حياته الشخصية ولا في حياته العلمية والمهنية ولا حتى في حياته السياسية والنضالية. هو رجل من آلاف الرجال في هذه الأمة عامة وفي تونس خاصة ممن ظلوا يتوقون إلى حياة الكرامة ولكن توق العاملين المثابرين المخلصين الصابرين وليس توق القاعدين.يكاد لا يتميز عن أولئك الرجال وما أكثرهم لو تفغر الأقلام فاها لتشهد بهم ولهم على حقبات من سنوات الجمر الحامية الطويلة أو تتجه إليهم عدسات المصورين والإعلاميين .. يكاد لا يتميز عن أولئك الرجال بشيء كبير من جانب المقاومة الدؤوبة والصبر على المقاومة الدؤوبة. بلادنا لا تستغني عن رجل واحد ولا عن إمرأة واحدة وهي تغذ السير يوما من بعد يوم للتخلص من آثار الإستعباد والإستبداد.والمشاريع التحريرية الكبرى ومشروع الديمقراطية الحقيقية التي هي مفتاح النهضة الإقتصادية والعدل الإجتماعي والوحدة الوطنية لا يقودها الزعماء الملهمون وليس هناك زعيم ملهم إلا زعيما واحدا هو من ألهمه وضع شعبه حب ركوب الخطر كما قال بحق شاعر الخضراء أبو القاسم الشابي بل أمير الشعراء لو كانت إمارة الشعر توزع بالعدل .. المشاريع التحريرية الكبرى بمثل ما يجري اليوم في تونس لا يقودها الزعماء الملهمون ولكن يقودها المجتمع الذي يفرز من رحمه خيرة بنيه وفاء لتراثه وإخلاصا لحاضره وشوقا إلى مستقبله. الشعب هو من يصنع رجاله المقاومين وليس الرجال هم الذين يصعنون الشعوب.
لهذا أنصح كل تونسي وتونسية لإختيار فتحي العيادي.



1 أشهد له شهادة ألقى بها ربي يوم دفني أن الرجل حاز أكثر خلق التواضع الذي أنعم به سبحانه على عباده الذين يحبهم.أجل. الرجل يأسرك أول ما يأسرك بتواضعه الجم. تواضع تلقائي غير مصطنع. ربما أكون من عشاق التواضع إلى حد لا يقاوم. ولكن المتواضع من الناس يأسرني ويملكني لأكون له خادما أمينا. علمتني الحياة أن التواضع ليس جلبابا خلقا ولا هيئة رثة ولا تمتمات يتكلفها اللسان. علمتني الحياة أن كثيرا من أهل الأناقة والوسامة والجمال وحسن الهيئة متواضعون وأن كثيرا من أهل الرثاثة والأسمال البالية متكبرون. علمتني الحياة أن أختار صديقي من المتواضعين.
2 أشهد له شهادة ألقى بها ربي يوم دفني أن الرجل سخي كريم يسعى في حاجة الناس سعي الوالد الحنون الرؤوم عندما تلم بفلذة كبده الآلام. عندما تلفى الرجل يجود جود الريح المرسلة بما يملك وبما لا يملك مؤثرا غيره على نفسه..عندها تأبى مشاعر الإحترام وعواطف التقدير أن تظل محبوسة في صدرك. تأبى عليك إلا أن تخلعها حلة قشيبة تغمر صاحبك بأردية الفضل. أشهد أن الرجل يقترض المال بإسمه لقضاء حاجة الناس ممن إستبدت بهم خصاصات الدنيا فيظل في عيون الدائنين مدينا وما هو بالمدين ولكن خلق الوفاء يأبى عليه أن تقر عينه وهو يعلم أن من الناس من هو في ضائقة أو كربة.
3 أشهد له شهادة ألقى بها ربي يوم دفني أن الرجل كأن قلبه لم يتسع لشيء إتساعه للرحمة. خلال السخاء والكرم مما أنف ذكره ليس معلوما للناس إلا قليلا. أما خلة الرحمة التي يحتضن بها الرجل الناس بصدر رحب وكلمات حنونات.. تلك خلة لا يعدم إلتقاطها لأول وهلة كل من يلتصق به. أنا رجل عرفت الإسلاميين وخبرتهم كثيرا وطويلا.. خبرتهم على إمتداد عقود في السراء والضراء وإن كانت سنوات السراء لا تكاد تملأ رقما أبيض في جلد ثور إدلهم سواده .. خبرتهم فلم أعثر على من يفتح ذراعي صدره حلما ورفقا بالضعيف إلا قليلا : أولهم رجل أجرى الله على يديه فضل ميلادي الجديد وثانيهم رجل طحنته الأحقاد العمياء الكالحة لزبانية المخلوع بن علي وثالثهم هذا الرجل : الفتحي العيادي. أن تبذل الحلم والرحمة والرفق في وجه ضعيف تنكرت له صروف الدهر ثم تنكر له الناس من حوله.. أن تبذل الحلم والرحمة والرفق في مشهد يستبد بنظرات الريبة تحدجك من كل صوب وحدب.. أن تبذل الحلم والرحمة والرفق في ساعة يكاد يبطش فيها بك من حولك نقمة على حلمك على من حقه التعزير.. ذاك خلق إذا ظفرت به من صدر رجل فقد ظفرت بليلة القدر. ذاك خلق لا تطاله الأقلام لتؤلف فيه ولا الألسنة لتهذر به. ذاك خلق يعاش ولا يقص. لن أتحدث عن خلق الصبر فيه بسبب أن الحلم هو ثمرة الصبر الصدوق.الصبور يكتم الغيظ ولكن الحليم يزيد على ذلك ببذل الرفق. لقد علمتني الحياة أن من وهب الحلم وتزين بالرفق هو الرجل الذي تستأمنه على أخطائك وزلاتك. أما الأموال والنفوس والأعراض فيستأمن عليها كل من هب ودب.
4 أشهد شهادة ألقى بها ربي يوم دفني أن الرجل جريء في الإصداع بالحق. أن تصدع بالحق مقاومة للباطل الذي يلمسه كل إمرئ في حياته.. تلك شهامة دون ريب. لا. أقصد أن الرجل جريئ لأنه قاوم عصابة النهب والسلب في عهد المخلوع. ذاك أمر لا يتميز فيه عن إخوانه من المقاومين من بقية المشارب الفكرية والألوان السياسية. إنما يتميز الرجل بأمر آخر هو من خلق الجرأة والشجاعة. أمر يعز على كثير منا. الرجل كما عرفته من بعد إلتحام سنوات طويلات ويعرف عنه ذاك كل من عمل معه في خنادق المقاومة لا يقاوم الفساد هناك ليرضى به هنا. الرجل ينطلق لسانه بجرأة عجيبة وسلاسة أعجب كلما رأى في الحركة ومؤسساتها وصفوفها ما لا يكون وفيا لمبادئها أو سياساتها. كثير منا يفعل ذلك مرة ومرتين وعشرين مرة ثم تتسلل إليه ذئاب الملل والكلل. أما من يحجم عن ذلك لإعتبارات أخرى فهي حالقة أخرى كثير زبائنها. كثير منا يتسلح بالجرأة ذاتها ولكن تخونه الكلمات المناسبات. أما عندما تعثر على رجل يظل يلتزم المساندة النقدية والولاء الواعي الإيجابي النصوح لا سبيل للكلل إليه.. عندما تعثر على رجل لا يتوارى عن قول ما يراه حقا وعدلا وصوابا حتى عندما يكمم الصمت الألسنة..عندما تعثر على رجل يقوم بذلك وهو يلتزم الأدب الجم .. عندها لك أن تستأمنه على مستقبل بلادك وثورتك. ذاك خلق لم يورثه سوى إحترام الناس له. حتى الناس الذين ينقدهم ويعارضهم لم يملكوا سوى بذل الإحترام اللازم له.
5 شهادة أخرى يعرفها كل من عمل مع الرجل ومن إقترب منه. الرجل جمع بفضل الله سبحانه عليه بين أمرين يندر جدا أن يجمع بينهما رجل. جمع الرجل بين إيثار العمل في صمت ينأى بنفسه عن الأضواء حتى الأضواء الداخلية التي يعرفها الناس من حوله والمتهافتون على تلك الأضواء الداخلية ليسوا قلة من جانب وبين سداد في التفكير عجيب من جانب آخر.نقول له في مؤسساتنا : عقلك عقل رياضي. يطرق بتفكيره ملامح بالكاد يتفطن إليها بعضنا. يمتاز الرجل بكلمة واحدة معبرة بنظرته الجامعة قدر المستطاع للأمور. أن تعمل نظرك في أمر ما أو شيء ما من جانب واحد أي الجانب الذي يليك أو الجانب الذي حفر في ماضيك أخدودا مملوءا فرحا أو ترحا .. أن تعمل نظرك فيه من زاويتين أو أكثر .. كل ذلك أمر لا يكاد يتطلب إجتهادا فكريا أو محاولة لتسلق مصاف التجديد .. أما أن تحاول توسيع نظرك ليكون جامعا لأكثر ما يمكن من الجوانب والزوايا ..عندما تكون كذلك يمكن لك أن تكون زعيما أو مفكرا أو مصلحا أو رجلا تستأمن على المساهمة في قيادة البلاد. الرجل يحاول الجمع دوما بين العمل في صمت بما يمتلئ به من خلق التواضع من جهة وبين تسديد النظرة لتكون جامعة قدر الإمكان من جهة أخرى. أما الحوّل ممن تزدحم به الأرض لا بل تكتظ بهم حركات الإصلاح فهم أهل صلاح ولكن البلاد تبحث عن أهل الإصلاح وشتان بين صالح يصلح نفسه ومحيطه الوالي وبين مصلح يسرج ناره ليتبلغ مسافر لا زاد له.
أما بعد.
1 أقول لمن يخترمه خاطر شيطاني فيشنع علي شهادتي لهذا الرجل.. أقول له بأن سنة محمد عليه الصلاة والسلام هي تلك وليست سوى تلك. أجل. هي تلك. كيف؟ أنا أخبرك.ألم يخلع عليه الصلاة و السلام أردية فخر كثيرة وكبيرة على كثير من أصحابه؟ ألم يقل على الملإ حتى تسنى نقله وروايته : أرحم أمتي بأمتي أبوبكر؟ ألم يقل : إذا سلك عمر طريقا سلك الشيطان سبيلا آخر؟ ألم يقل : أشدكم حياء عثمان؟ ألم يقل : أقضاكم علي؟ ألم يقل : أفرضكم زيد؟ ألم يقل : أقرؤكم أبي؟ ألم يقل : ملئ أبوهريرة علما؟ ألم يقل : أعلمكم بالحلال والحرام معاذ؟ ألم يقل : أمين الأمة أبو عبيدة؟ ألم يقل : خالد سيف الله المسلول؟ ألم يقل : إبن عباس ترجمان القرآن وحبر الأمة؟ ألم يقل : ما أقلت الغبراء رجلا أصدق حديثا من أبي ذر؟ وألقاب أخرى كثيرة. قال ذلك على الملإ والرجال الذين ألبسهم تلك الأردية من الفخر والعز أحياء يمشون في الأسواق ويأكلون الطعام. إما أن يكون الواحد منهم يشهد المشهد بنفسه أو أنه نقل إليه ذلك وهو عليه الصلاة والسلام ومن حضر معه يعلمون علم اليقين أن ذلك سينقل إليه. بل هو يقصد ذلك وإلا إنهدم ركن من أركان المشهد التربوي. ستجد من المشاغبين رجلين : رجل جاهل ( راجع حديث العدول : تأويل الجاهلين ) يقول : ذاك صنيع لا يحق لغيره عليه الصلاة والسلام مادحا ولا يحق لغير صحابته ممدوحين. بمن نتأسى إذن؟ بك أنت! ورجل يحرف الكلم ( راجع الحديث ذاته : تحريف الغالين ) ويقول : سدا لذريعة الرياء وقطع عنق الرجل لا يجوز ذاك. ألم يقل عليه الصلاة والسلام لبعض الأنصار : قوموا لسيدكم؟ أمرهم بالقيام له في حين أنه نهاهم عن القيام له هو. أنا لا أعمل بسد ذريعة إلا بعد فتح ذريعة أخرى نشدانا للتوازن. أنا أحاول تنزيل الأمر بحسب منازله وسياقاته ومتطلباته وحاجاته وضروراته ومصالحه لأن الوحي علمني فلسفة التشريع في قوله : „ يسألونك عن الخمر والميسر. قل : فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما".
2 أقول : تلك شهادتي في الرجل وهو زمانها ولا عبرة بشهادة تقدمت عن زمانها أو تأخرت عنه. أظن أني إقتصدت فيها قدر الإمكان أو بما تقتضيه الحاجة وليس للإقتصاد ميزان صارم إلا صارمين : صارم الكذب والله أشهد أني لم أقل في الرجل سوى ما علمته وما كنت للغيب من الحافظين. وصارم الطوية الفاسدة وهذه لا سلطان لأحد علي فيها إنما أمرها إليه وحده سبحانه فلا أسأل شهادة فيها من أحد ولا أعتذر عنها بين يدي أحد. وخير ما قيل هنا :
هذا ظني في الرجل الذي لازمته طويلا ولا أزكي عليه سبحانه أحدا من عباده وهو حسبه وحسيبه.
3 أقول : للرجل أخطاؤه وزلاته وضعفه بمثل ما له ولكل واحد منا مناقبه وكسبه.لو نخلت صدري لوجدتني أو كذلك أزعم أكفر من على الأرض بأكذوبة العصمة. أقول لنفسي : العصمة قيمة دفنت مع المعصوم محمد عليه الصلاة والسلام فهي معه في قبره ولن تبعث العصمة حتى يبعث ضجيعها من قبره. هما متلازمان لا يفترقان.
4 ما أريد ورب الكعبة أن يطلع الرجل على ما كتبت فيه. ولكني لم أكتب فيه ولكن كتبت في قيم أخلاقية وفكرية وسياسية يحتاج إليها الناخب التونسي ويستهدي بها لترشيد خياره. وازنت بين الكتابة وبين عدم الكتابة أي بين إعلان الشهادة لعلها ترشد حائرا وبين كتمان الشهادة.. تلك تدق عنق الرجل وهذه تساهم في تقدم البلاد على الطريق الصحيح ..فاخترت الأخيرة. ولو كنت أظن أن عنق الرجل تدق بكلمات من عندي ما أدليت بشهادتي. لو كان المرشح غيره ما ألفت حرفا واحدا وكم من ساع سعى ليكون هو ولكن تؤول إلى أهلها المكارم راغمة. ومنهم ليس من السعاة الذين لم يردوا ولكن ممن ورد ماء مدين فكانت عينه على المرأة ينكحها ويستظل بظل والدها وليس عليها ليسقي لها وهو لا يطمع أن تقول له :إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا .. ومنهم من لو شهدت له كانت شهادتي عليه. وحسبي شهادة في مرشح الدائرة الإنتخابية التي أنتمي إليها أي ألمانيا.
الرجل قوي بالأقوياء من حوله وأمين بالأمناء من حوله.
علمنا الإسلام أن ميزان الإختيار هو : „ إن خير من إستأجرت القوي الأمين". ميزان يمناه قوة أي كفاءة وأهلية وشماله أمانة أي وفاء وخلق كريم. للرجل من أهليات القوة الفكرية ما له ولكن يترسخ كسبه الفكري بالأقوياء من حوله وله من خلال الأمانة ما له ولكن يتعمق كسبه الخلقي بالأمناء من حوله.
تلك شهادتي في الرجل الذي هو معروض على التزكية أو الرفض. المؤكد عندي أني نصحت لنفسي ولديني ولبلادي والتونسيين والتونسيات في ألمانيا. تلك شهادة هذا زمانها وهذا مكانها. إن أحسنت فيها مبنى ومعنى فالفضل منه سبحانه وحده وإليه وحده وإن كانت الأخرى فحسبي أني قصدت الحق ويممت شطر الخير.
والله تعالى أعلم.
الهادي بريك ألمانيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.