أفاد كمال السماري إعلامي وناشط حقوقي أن:" الثورة المضادة بدأت تنظم صفوفها محاولة شراء بكارة سياسية عن طريق وسائل الإعلام وذلك بالتشكيك في المسار الديمقراطي وهياكله والتهرب من المساءلة والمحاسبة..." وفي تشخيص لأمراض التركة الإعلامية الثقيلة أشار السماري خلال ندوة "الاعلام التونسي: التركة الثقيلة وكيف نؤسس للمستقبل" التي انطلقت أشغالها أول أمس بالعاصمة الى أن نفس الرموز الذين أشرفوا على حملات التمجيد والتهليل في عهد النظام السابق يقودون اليوم الحوارات والبرامج التي تنظر للمستقبل وتعلي من شأن ثورة الكرامة...وأوضح أنه: "لا يمكن بناء مستقبل جديد على أنقاض القديم." وقالت نزيهة رجيبة الكاتبة المعروفة بأم زياد أن الإعلام التونسي خذل الثورة في بداياتها ووجد نفسه فيما بعد غير مؤهل لمواكبتها كما أثبت أنه لا يملك الأدوات الحقيقية للمرحلة، واعتبرت رجيبة أن فشل الثورة من فشل الاعلام. كما طالبت أم زياد الحكومة بوضع حد للانفلات الاعلامي والفراغ القانوني مع تحمل مسؤولياتها. في نفس السياق بين كمال السماري أنه لتجاوز متخلدات التركة الإعلامية الثقيلة "لابد من "الفضح" و ضمان عدم تكرار نفس الممارسات". فمن حق الرأي العام مثلا التعرف على منظومة الاتصال الخارجي التي لم يسلط عليها الضوء بعد، ووزارة الداخلية لديها كل الملفات والوثائق التي توضح ما علاقة الإعلام ووكالة الاتصال الخارجي بأجهزة الأمن؟" وعن الحلول المقترحة من أجل تأسيس مستقبل إعلامي جديد قدم كمال السماري تجربة أوروبا الشرقية التي اعتمدت على هيئة مستقلة تتثبت من عدم علاقة الصحفي بوزارة الداخلية ثم تمكنه من "شهادة براءة". وتساءل عن الخطوات التي أنجزت في مجال الإعلام، وهل تحققت عدالة انتقالية واعتذر من أذنب في حق القطاع؟ وهل سننتظر قائمة سوداء قد تأتي بعد سنوات من قبل نقابة الصحفيين؟ وهل تشكلت هيئات تحرير صلب وسائل الاعلام؟. واعتبر السماري أن الثورة كانت رحيمة مع بعض الأشخاص وعلى المجتمع المدني القيام بدوره في التشهير بالتجاوزات وتفعيل صحافة المواطنة.