اعطيت يوم امس اشارة انطلاق الحملة الانتخابية وخلافا لما كان متوقعا فقد كانت ضربة البداية محتشمة وكأن بالاحزاب تتحسس الاجواء حتى تنطلق فعليا في الترويج لحملاتها. شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة اكتسى طابعا خاصّا لم يشهده طيلة سنوات خلت حيث احتضن هذا الشارع اولى حملة انتخابية حقيقية. "الصباح" واكبت أول ايام هذه الحملة ورصدت الاجواء. "الخبزة ب 100 مليم.. مجانية كل فاتورة ماء اوكهرباء اقل من60 دينار.. مجانية النقل لمن تجاوز سن الخمسين سنة وكذا لذوي الاحتياجات الخاصّة.. مجانية التعليم والمستلزمات المدرسية والنقل والاكل والصحة لكافة التلاميذ.. تمكين المقبلين على الزواج من هبة قدرها خمسة الاف دينار لكل واحد منهم" هذا ما تضمنه بيان حزب الانفتاح والوفاء الذي وزعت مطوياته على المارّة امام محطة تونس البحيرة.. الاسلوب ذاته اعتمدته حركة الوطنيين الديمقراطيين في افتتاح حملتها الانتخابية التي قامت على توزيع مطويات تحت شعار "انا باش انصوّت لحركة الوطنيين الديمقراطيين.. تعرفشي علاش؟ وقد جرّمت الحركة في بيانها الافتتاحي التطبيع مع الكيان الصهيوني في حين ركز البيان على التمسك بالهوية العربية الاسلامية ومدنية الدولة. اما فيما يتعلق بحركة النهضة فقد كان الوضع مغايرا تماما حيث احتشد العديد من الموالين للحركة امام مقر المسرح البلدي وبعد ترديد النشيد الوطني تولى عبد كريم الهاروني عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة استعراض برنامج الحزب الذي اكدّ فيه على انه لا تراجع في حرية المعتقد والتعبير والاجتماع واعتبر ان هدف الحركة خوض هذا الاستحقاق الانتخابي وليس بلوغ اكثر تمثيلية في التاسيسي.. هذا وستعتمد "النهضة" في حملتها اسلوب طرق الأبواب لتسويق برنامجها الانتخابي. وتجدر الإشارة الى أن الحركة واصلت جولتها بشارع الحبيب بورقيبة وسط حشد كبير من الناس كان يتقدمهم رئيس قائمة تونس1 وفي الأثناء كانت توجه نداءات من قبل الموالين للحركة تنادي بمنحها عديد الأصوات يوم 23 أكتوبر, علما انه تم تحت شعار أوفياء صادقون توزيع مجموعة من المطويات بأحجام مختلفة تحمل شعار الحركة ومقتطفات من برامجها في مجالات مختلفة كالسياحة والتكوين المهني والشباب. وخلافا لما كان يعتقد فان الفراغ كان سيد الموقف على مستوى الأماكن التي خصصتها البلديات للأحزاب والقائمات المترشحة لاعتمادها في التعريف ببرامجها وأسماء ممثليها حيث اقتصر الحضور على ثلاثة أحزاب وقائمة مستقلة وحيدة. وبين "أعطي صوتك للثورة " ( حزب العمال الشيوعي) و"صوتي وصوتك" (الحزب الديمقراطي التقدمي" و"حرية, مواطنة, عدالة " (حزب الإصلاح والتنمية) والقائمة الوحيدة المستقلة لمجموعة من المحامين التي حملت شعار " من اجل القطع مع حقبة الدولة البوليسية والحكم الجبري من اجل مقاومة الوصاية والفساد" تاهت أبصار المارة في بيانات هذه الأحزاب التي لا تختلف كثيرا في محتوى برامجها. ورغم ان الحراك كان على اشدّه على مستوى بعض الاحزاب لاستقطاب الناخبين فان ما يستدعي الانتباه والاستغراب اللامبالاة التي لمسناها لدى عدد كبير من الشباب الذي تعامل مع المطويات الموزعة واللافتات المعلقة بسخرية ترجمت من خلال الضحك على محتوى برامج هذه الاحزاب التي يراها البعض خيالية. ولعلّ ما يثير الاستغراب هو تسابق عديد الأحزاب وتهافتها على تسويق برامجهم السياسية قبل موعد الحملة الأمر الذي غاب عن موعد الحملة الفعلي. ومن جهة اخرى يذكر وفقا لبعض الملاحظين ان الاماكن التي خصّصت لبعض القائمات المترشحة تعدّ شبه مهجورة في حين تواجدت بعض القائمات في اماكن غير مناسبة كالطرقات السيارة وجدران المقابر. مصدر الخبر : الصباح التونسية a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=22022&t= أجواء الحملة الانتخابية في الشارع:انطلاقة حذرة وتسويق "محتشم" للبرامج&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"