بسم الله الرحمان الرحيم بقلم عبد الكريم زغدودي-الجزائر نوادر جحا لا يمكن حصرها وهي التي أثثت المخيال الشعبي العربي من محيطه إلى خليجه عبر القرون...وان كان معظمها للتسلية والفكاهة فان البعض منها فيه حكمة بالغة . ولعل قصة جحا وبرميل العسل تفيدنا هذه الأيام ونحن على أبواب انتخابات المجلس التأسيسي. فقد روي أنه في يوم من الأيام قرر السلطان زيارة قرية جحا، فتتداعى أعيان القرية وكبرائها للاتفاق على الهدية التي سوف يقدمونها لسلطانهم وبعد أخذ ورد وبما أن السلطان محب للعسل وقريتهم ذاع صيتها في الأفاق بجودة عسلها قرروا أن تكون هديهم له برميل عسل. وطلب من كل مواطن في تلك القرية التبرع بكأس عسل وسكبه في البرميل المخصص للغرض وسط ساحة القرية،ضرب جحا أخماسه في أسداسه وقلب الأمور ليعفي نفسه من وضع حصته في البرميل. ولكن كيف؟ وعليه أن يمر إلى ساحة القرية أمام الملأ للقيام بواجبه تجاه سلطانه وإلا عدّ من الغائبين. وأخيرا قرر أن يسكب كأس ماء بدل العسل فهو لن يفسد العسل ولن يفسد للود قضية....وكان له ذلك. وفي اليوم الموعود قدم السلطان وتم استقباله على أكمل وجه وحان وقت تقديم الهدية....وعند فتحه للبرميل وجده مليئا بالماء ولا شيء غير الماء...فما فكر فيه جحا فكر فيه كل سكان القرية وجميعهم تبرع بكأس ماء لا غير وكانت الفضيحة لتلك القرية ولسكانها. فقد ظن جحا أنه الأذكى وكذلك ظن كل مواطن في نفسه. كلكم على ثغر من ثغور الإسلام فليحذر أحدكم أن يؤتى الإسلام من قبله يوم 23 أكتوبر يقترب وعامة الشعب التونسي على يقين أن النصر سيكون حليف حركة النهضة إلى درجة أن البعض أضحى يفكر في التصويت لأطراف أخرى لها مصداقية تضامنا معها...فالنهضة ستفوز بصوته أو بدونه. والبعض ممن يحسب على النهضة وهم من النهضة بالفعل تركوا مواقعهم في الداخل والخارج والتحقوا بالمقر المركزي للحركة للالتصاق بالقيادات البارزة لكي لا تفوتهم الغنائم بالمنطق الأشعبي- نسبة إلى طيب الذكر أشعب-. ماذا يحدث لو تشاطر الكل – من الشطارة- وحولوا المقر المركزي إلى مثابة للمغانم هذه الأيام؟ لا وجود لحسن الظن في السياسة...الفوز في الانتخابات سوف يضع النهضة وأتباع النهضة وكل التيار الإسلامي داخل وخارج تونس في عين الاعتصار ...التجربة الأولى في العالم العربي ما بعد 14 جانفي لا بد من إنجاحها مهما ثقلت المهام...لقد أراد الله سبحانه وتعالى أن تظهر شمس الأمة من جديد من مغربها –من تونس تحديدا- وهو سبحانه يجعل سره في اضعف خلقه...ولا مكن للحسابات الضيقة ...على كل مناضل أن يلزم موقعه وألا يجد أي تبرير لتركه إياه فمئات الألوف من الشابات والشباب والمئات من القيادات التاريخية للحركة يصلون الليل بالنهار ليكون يوم 23 أكتوبر يوما من أيام الله عز وجل وهم لا يبغون من وراء ذلك جزاءا ولا شكورا. هم فقط أوفياء لمواقفهم التي من أجلها أمضوا زهرة أعمارهم بين السجون والمنافي...وعلى كل أنصار النهضة من الشعب التونسي أن لا يغتروا بالزخم الكبير للحركة هذه الأيام فيتوقفوا في منتصف الطريق...الحركة في حاجة إلى دعمهم قبل الانتخاب ويوم الانتخاب وبعد الانتخاب وكل صوت لا يقدر بثمن من اجل المرور بتونس إلى بر الأمان...كل صوت للنهضة هو عربون وفاء لشهداء الثورة ولشهداء وضحايا الهجمة النوفمبرية من قبل...صوتك أمانة تسأل عنه يوم القيامة.