الرأي العام" .. الرأي العائم ! محمد الرطيان (1) كتبت مرة : كان « المثقف » هو الذي يُشكل الرأي العام لدى « الشارع " ! صار « الشارع » هو الذي يشكل الرأي العام لدى « المثقف! طبعاً سنختلف كثيراً على من هو « المثقف » ؟ وما هو « الشارع » .. ومن الذي يُحركه ؟ .. وسندخل في لعبة المثقف / النجم وكيف أنه - أحياناً - يناقض مايراه صواباً ليجامل أخطاء الشارع / الجمهور ، وبعيداً عن الجدل : أظن - وليس كل الظن إثماً - أن الرأي العام ، والمثقف ، والشارع .. جميعهم يصنعهم « السياسي » ويحركهم عبر أدواته ! ليس بالضرورة أن يكون هذا « السياسي » الذي يمتلك زمام السلطة .. لعله « سياسي » آخر : يمتلك المنبر والميكرفون ويحلم بالوصول - والحصول على - سلطة مختلفة .(2) العرب .. ثقافياً ، وطوال قرون ، يتعاملون مع « الرأي العام » الشعبي على أنهم : دهماء ، عامة ، غوغاء ... الثقافة العربية لا تحترم « الجماهير » !.. في العقود الأخيرة ادّعت - بعض الأحزاب - في أدبياتها أنها تحترمهم .. والحقيقة أنها تستغلهم ! (3) السياسي الناجح : هو الذي يستطيع أن يصنع العدو المناسب .. أكثر من صناعة الصديق غير المناسب !! العدو المناسب .. له فوائد عدة ، منها : إرباك « الرأي العام » .. وإشغاله .. وقمعه أحياناً باسم هذا العدو !
(4) ( الشارع العربي ينتفض ) .. ( الشارع يتحرك ) ... و « الشارع » كلمة هلامية - لا تستطيع أن تقبض على أطرافها - مثلها مثل « الجماهير » و « الرأي العام » ! من هو « الشارع » ؟.. هو أنت وأنا وهو .. و« نحن » يا من نشكل هذا الشارع العربي يتم « تشكيلنا » بمهارة ويُصنع « رأينا العام » عبر أجهزة وأناس متخصصين لا نعرفهم .. في العادة يحركهم السياسي ! قبل عقدين كان عدوك الأول : إسرائيل . الآن أصبحت من عصافير السلام والحوار ! قبل عقدين كنت تتحدث عن « الجهاد » . الآن تتحدث عن « الإرهاب » . قبل عقدين كنت تنتفض غضباً لتدخل أمريكا والغرب في العراق الآن تنتفض غضباً : لماذا لا يتدخل الغرب في سوريا .. ولا تنسَ أن تشكرهم لتدخلهم في ليبيا ! لا أقرر .. لست مع هذا ، ولا ضد ذاك .. ولكنني أريدك أن تُصاب بالشك ، وترى ما يحدث حولك . (5) أنا ، وأنت ، وهو : أوعية مرنة ! كل فترة يتم تشكيلنا بشكل مختلف ، وكل يوم يُصب فينا كم هائل من المعلومات والبيانات والأفكار التي لا نعرف نواياها ومصادرها على وجه الدقة ، ليتم توجيهنا - دون أن نشعر - للجهة المناسبة ! أنا ، وأنت ، وهو : أجزاء من لوحة كبيرة .. يرسمها : السياسي ، ويلونها : الإعلام . (6) في الزمن الإلكتروني : حمل « الشارع العربي » الجوال في جيبه ، وصار لديه حساب في « تويتر » و « الفيس بوك » وظن - وبعض الظن اثم - أن بإمكانه صناعة « الرأي العام » كما يجب وكما يريد .. ولكنه لا يعلم من الذي يدير هذه المواقع ، وإلى أي جهة توجهه ؟.. ولمن تعود « الحسابات » الأخرى المؤثرة ؟! ومن الذي يقف وراء منتداه المفضل ، ومن أي عاصمة يحدثه زميله في المنتدى ؟! وسيصاب بالصدمة لو عرف الجهات التي تدعم المجلة الإلكترونية التي أصبحت مصدره الوحيد - والمفضل - لكافة ما يحدث حوله ! صديقي .. لكي تصل إلى اليقين : عليك أن تشك أكثر ! واخرج من اللوحة الكبيرة .. لعلك تراها بشكل جيّد . --------- قبل الطبع : قال لي : أنت هنا تحاول أن تشكل « الرأي العام » ؟ قلت : أنا هنا أحاول أن أتحرر منه !
مصدر الخبر : المصريون a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=22361&t="الرأي العام" .. الرأي العائم !-محمد الرطيان &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"