أخي العزيز المناضل السلام عليك ورحمة الله أنت صابر في سجنك رغم ما أحسسته من ظلم ذوي القربى عندما إنتفضت ضد الحرق والإتلاف والإفساد لأنك رجل إصلاح كما عرفته فاعتقلوك وسجنوك وأبعدوك عن أبنائك في يوم عيدك أخي الثورة التي حلمت بها بعد سنوات عجاف من الظلم والقهر ذقت خلالها التعذيب والسجن والمنع من الشغل قد تحققت وهم سيحتفلون بذكراها الأولى خلال أيام وأنت الأولى بها لا تزال في سجنك أخي الذين ناضلت معهم من أجل هذه الثورة يحتفلون على تقسيم المناصب ويبدعون في النقاش والحوار والمدن تحترق من القصرين إلى قفصة ونسأل الله أن الفتنة إنتهت أخي لقد آمنت أن أصحاب المبادئ مهما كانت الظروف والأحوال فهم على مبادئهم وهذا إمتحان من الله لك ومن المؤسف أن حقوق الانسان لا تتجزء وأنت سلطت عليك مظلمة ولكن الأقلام لم تتحرك للدفاع عنك كثيرا والمواقف لم نسمعها كثيرا وإنه ليحز في القلب أن من سجنت معهم من أجل نفس القضية وعلموا بسجنك وكانت لهم الفرص في الدفاع عن قضيتك ولكنهم لم يفعلوا أخي لا أدري هل هي الحسابات السياسية أم الملفات الأخرى أنستهم قضيتك ولكن الحمد لله في تونس رجال صدقوا في إيمانهم بالقضايا العادلة مثل قضيتك وقد دافعوا عنك باستبسال وهم مشكورون أخي ستخرج من سجنك وستعود إلى مدينتك وأبنائك فأرجو لك السلامة وأذكرك أن القضايا التي ناضلت من أجلها لا زالت قائمة وأنت الآن أكثر عزيمة وإصرارا على النهوض بمدينة الثورة وأنت أعلم بمشاكلها مني فكن أخي على ثبات واعلم أخي أن البناء لا بد له من حكمة وحوار بين أبناء المدينة لأن سيدي بوزيد لن ينهض بها إلا أبناؤها