عبّرت 61 بالمائة من النساء الريفيات من جملة حوالي 4 آلاف امرأة ريفية عن استعدادهنّ للمشاركة في الانتخابات الرئاسية بالرغم من حيرتهنّ حول نوعية والفرق بين هذه الانتخابات وبين الانتخابات التي أجريت في 26 أكتوبر الفارط. وذلك حسب ما جاء في دراسة أعدّها المركز التونسي المتوسطي وقدم نتائجها أمس خلال ندوة صحفية. تجدر الاشارة إلى أنّ هذه العينة من النساء من حيث الفئة والعدد والجهات التي ينتمين إليها وهي كلّ من ولايات توزر، قفصة، القصرين، جندوبة وزغوان، قد أجريت عليهن دراسة أولى من نفس المركز لرصد حيثيات مشاركتهنّ في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في أكتوبر 2011، لتمثلن نفس عينة الدراسة الثانية مع اختلاف منهجية العمل، واستهداف عينة عشوائية أخرى. فقد عمد المركز في دراسته الثانية إلى اختيار عينتين اثنتين الاولى خضعت للتدريب ولسلسة من حملات التحسيس والتوعية بضرورة المشاركة في الانتخابات كحقّ وواجب، وعينة ثانية تم اختيارها بصفة تلقائية. فأظهرت نتائج الاستشارة الميدانية أن 81 بالمائة من النساء الريفيات اللاتي خضعن إلى برامج توعية من قبل المركز التونسي المتوسطي قد شاركن في الانتخابات، في حين أن 34 بالمائة فقط من العينة الثانية، أي ممن لم يقع توعيتهن قد شاركن في الانتخابات. كما قام المركز بتقديم مقارنة حول مدى المعرفة بالبرامج الحزبية بين الفئة التي تم تطوير قدراتها والفئة التي تمٌ التواصل معها لأول مرة، فأفرزت هذه المقارنة أن 14 بالمائة من المتدربات قد اقترعن لمعاقبة من انتخبن في الدورة الفارطة مقابل 29 بالمائة من الفئة الثانية، في حين عمدت 35 بالمائة من المشاركات من الفئة الأولى إلى الانتخاب بدافع القرابة الأسرية و28 بالمائة نتيجة الوعود الاجتماعية، في حين 2 بالمائة فقط انتخبن لمعرفتهن الشخصية للبرامج الانتخابية. وأبرزت ذات الدراسة أنه من أسباب عدم مشاركة 60 بالمائة من النساء الريفيات في الانتخابات التشريعية، وجود عوائق من بينها عدم امتلاك عدد منهن لبطاقة تعريف وطنية، أو لبعد المسافة بين المنزل ومكتب الاقتراع، أو لاختيارها المكتب الخطأ، أو لضعف الامكانيات المادية أو لأنها لا تعرف من تنتخب.