الشعب اليمني كغيره من الشعوب تواق الى الحرية و تغيير وضعه المعيشي المتردي و بسبب هذه الحرب فان 80% من اليمنيين البالغ عددهم 21 مليون نسمة بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية فورية بينهم مليون مشرد . وتوالت التحذيرات أيضا من الأممالمتحدة عن العمليات الانسانية في عشر محافظات يمنية من مجموع 22 تواجه أوضاعا غذائية طارئة، قريبة جدا من المجاعة. و برغم المعارك الدائرة في اليمن التي ستطول اذا لم تبدأ قوات التحالف الانزال والتدخل البري، و توزيع مساعدات غذائية عاجلة للمدنيين و سكان المحافظات الذين يتضمرون جوعا وهي أولوية الأولويات ، و رغم ان الحديث والتهديدات حول العمليات البرية يتردد منذ ايام ، الا انه لايلوح في الافق ان العمليات البرية ستبدأ قريبا. فالتحالف العربي الذي تقوده السعودية يعتمد حالياً على ارسال قوات يمنية تم تدريبها في السعودية براً عبر حضرموت ،وبحراً الى عدن عن طريق الانزال البحري المحدود ،وهذه القوات استطاعت ان تشكل قيادة عسكرية موحدة في عدن وبعضها وصل الى منطقة تعز ، ولكنها لازالت أضعف من ان تقلب المعادلات العسكرية على رأس الانقلابيين و يبدو انه ينتظر الضوء الأخضر من القادة العسكريين الذين ينتظرون تقارير الاستخبارات العسكرية بان الاوضاع مهيأة لانزال بحري على شواطئ عدنوحضرموت ،وتوغل بري سريع من حدود اليمن الجنوبي مع السعودية لاسيما من منطقة لحج . و لكن لا تفكير في انزال مساعدات غذائية عاجلة لشعب جائع ...! كل الشواهد تدل ان حرب اليمن ستطول وان الحلول السياسية لازال من المبكر الاشارة اليها وهذه الحرب لن تنتهي الا بنصر عسكري حاسم للسعودية وحلفائها. و لكن الشعب اليمني هو الخاسرالوحيد يتخبط في محنته ، صابر و مثابر. الاحصائيات في الأممالمتحدة بسبب المعارك في اليمن تشير الى أن حوالي 2800 قتيل بينهم 1400 مدني و13 ألف جريح منذ آذار/ مارس 2015 زاد في تفاقم هذا الوضع المتردي. هذا وقد شددت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بالإجماع على الضرورة الملحة بالسماح بإدخال سلع تجارية الى اليمن لدواع انسانية بسبب اعتماد اليمن الكبير وشعبه على الاغذية والمحروقات المستوردة .و قد أعرب مجلس الأمن عن قلقه البالغ لتدهور الوضع الانساني في اليمن وشجع الجهات المانحة على إظهار سخاء اكبر. كما جدد مطالبته الفصائل اليمنية بهدنة إنسانية واستئناف مفاوضات دون شروط مسبقة . ووجهت المنظمة الدولية نداء للمجتمع الدولي لجمع مساعدات إنسانية بقيمة 1,6 مليار دولار لكنها لم تجمع حتى الآن سوى 10% من هذا المبلغ. فمن ينقذ الشعب اليمني ؟ ثم ألا ترون معي أن الأوراق تبعثرت و تناثرت ، بل و اختلطت ... فالى أين يسير اليمن يا ترى؟ رضا سالم الصامت / كاتب صحفي بالحوار نت و مراسل آسيا برس في تونس