أمهلت ليبيا السفارة السويسرية حتى منتصف ظهر الاثنين لتسليمها مواطن سويسري لتنفيذ عقوبة أصدرتها عليه محكمة ليبية، وتسفير آخر تمت تبرئته، فيما طوقت الشرطة القضائية مبنى السفارة وأغلقت قوات الأمن الشوارع المحيطة بها. وتطالب ليبيا السفارة بأخراج السويسري رشيد حمداني الذي تمت تبرئته لتمكينه من المغادرة فوراً، وتسليم مواطنه المدان ماكس غويلدي للشرطة القضائية لتنفيذ العقوبة. وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة (أويا) الاثنين أن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا أبلغ ليلة الأحد الاثنين سفراء دول الإتحاد الأوروبي المعتمدين في بلاده بأنه سيتم إتخاد إجراءات في حال عدم تنفيذ السفارة للمطلوب منها في المهلة المحددة. وبدورها ذكرت صحيفة (قورينا) الاثنين أن سبب التواجد الأمني في محيط السفارة يعود إلى عزم الشرطة القضائية بطرابلس اخراج السويسريين تنفيذا لأوامر المحكمة التي أصدرت بحق أحدهما حكما بالسجن لمدة أربعة أشهر لازمة النفاذ، بينما برأت المتهم الآخر من تهم التهرب الضريبي وخرق قانون الإقامة في ليبيا. وكانت محكمة الاستئناف قد خففت الخميس الماضي عقوبة السجن الصادرة بحق رجل الأعمال السويسري ماكس جويلدي إلى أربعة أشهر بدلا من 16 شهرا بتهمة انتهاك قوانين الإقامة في البلاد فيما برأت مواطنه رشيد حمداني من تلك التهمة. ولم تستبعد (قورينا) أن تقدم الشرطة على اقتحام السفارة في حالة عدم الالتزام بتنفيذ المهلة الممنوحة لها. وأشارت إلى أن مساعي رئيس الحكومة الايطالية سلفيو برلسكوني التي بذلها مع الزعيم الليبي معمر القذافي من أجل فك الطوق عن السفارة السويسرية قد باءت بالفشل. ومن جهة أخرى ذكرت الصحيفة انه خلال استدعاء سفراء دول الاتحاد الأوروبي لمقر الخارجية الليبية قال كوسا إن السفارة السويسرية أساءت استخدام حصانة مقرها ووظفت هذه الحصانة في غير أغراضها المتعارف عليها في العرف والقانون الدولي، معتبرا بأنها انتهكت بذلك الاتفاقية الدولية للعلاقات الدبلوماسية. ولفت إلى أن هناك شخصين سويسريين محتجزان بالسفارة السويسرية في طرابلس أحدهما بريء والآخر محكوم عليه بأربعة أشهر. وأشار إلى أنه كان في برلين وتم الاتفاق مع الألمان والأسبان على إخراج السفارة للسويسريين غير أنه فوجيء بعد عودته وأثناء البدء في اتخاذ الترتيبات وفق ما تم الاتفاق عليه، بأن السفارة السويسرية تتعمد مخالفة القانون وانتهاك الاتفاقيات الدولية باستمرار احتجازها لهما عمداً. وأتهم سويسرا بتعمد تضليل الرأي العام الأوروبي بعد أن رأت أن هذه الدول مقتنعة بسلامة الموقف الليبي. ويشار إلى أن المباحثات الليبية السويسرية من أجل تطويق الأزمة القائمة بين البلدين خلال الأسبوع الماضي انهارت، وذلك بعد أن كشفت وسائل إعلامية ليبية عن قائمة سويسرية أطلقت عليها (القائمة السوداء) ضمت 180 مسؤولا ليبيا ممنوعين من دخول سويسرا، بينهم الزعيم الليبي معمر القذافي ونجله سيف الإسلام. ويذكر أن الأزمة بين البلدين أندلعت منذ يوليو/ تموز الماضي إثر اعتقال سلطة كانتون جنيف لهانيبال نجل الزعيم الليبي الذي يحمل جوازا دبلوماسيا وزوجته وطفلته الرضيعة بعد إدعاء أثنين من الخدم العرب العاملين لديهم بسوء المعاملة.