شهدت مدينة ستارزبورغ في حدود الساعة الخامسة من مساء احد الأيام القليلة الماضية جريمة مزدوجة جدّ فظيعة عندما أجهز كهل تونسي في الثالثة والأربعين من عمره على زوجته التي تصغره بنحو عشرة أعوام وحاول قتل حماته (60 سنة) قبل أن يلقي بنفسه من الطابق السادس لبناية تتكون من سبعة طوابق فيلقى حتفه على عين المكان. وسائل الإعلام الفرنسية التي أوردت الخبر أشارت إلى ان المشتبه به كان عقد قرانه على الهالكة (33 سنة) سنة 2008 بتونس قصد تسوية وضعيته القانونية بفرنسا والحصول على أوراق الإقامة ثم عادت الزوجة الحاملة للجنسيتين التونسية والفرنسية إلى سترازبورغ بمفردها استعدادا لتسوية وضعية زوجها حتى يلتحق بها نهائيا. في الأثناء ظل الزوج يتردد على ما يبدو بين الفينة والأخرى على زوجته ب «فيزا» سياحية إلى أن حملت الهالكة وأنجبت طفلا لا يتجاوز الآن عمره الثلاثة أشهر. خلافات وتهديدات المصدر ذاته أفاد ان العلاقة بين الزوجين ساءت لأسباب مجهولة وهو ما دفع بالضحية إلى تهديد بعلها في أكثر من مناسبة بالفراق وبعدم مساعدته على استخراج وثائق الإقامة قبل أن تغير قبل ستة أشهر مقر إقامتها وتنتقل بالسكنى إلى شقة كائنة بالطابق السادس. معركة كلامية وبعد ظهر يوم الواقعة نشبت معركة كلامية بين الزوجين على مرأى ومسمع من رضيعهما وهو ما انتبهت إليه جارتهما القاطنة بالطابق السابع التي أكدت أثناء حديثها لصحيفة فرنسية أنها سمعت الزوجين اللذين لا يقطنان معا تحت سقف واحد يتخاصمان قبل أن تستمع لصياح فهرعت حينها نحو الشقة لتفاجأ بوالدة المتسوغة (الضحية) مصابة بعدة طعنات والدماء تنزف من رأسها وكتفيها فسارعت حينها إلى الاتصال بالإسعاف ثم توجهت للبحث على الضحية ففوجئت بها جثة هامدة في حوض الاستحمام قبل أن تعثر على الرضيع على قيد الحياة. الجارة ذاتها ذكرت أن والدة الضحية أعلمتها أن زوج ابنها ألقى بنفسه من نافذة الشقة فأطلت من النافذة لتعثر عليه طريح الأرض والدماء تنزف من أنحاء عديدة من جسمه، وبمجيء أعوان الإسعاف والحماية المدنية نقلوا والدة الهالكة إلى المستشفى حيث احتفظ بها في حالة وصفت بالمطمئنة. سيناريو الجريمة تحولت السلط الأمنية والقضائية بسترازبورغ على عين المكان حيث عاينت جثتي الزوجين وموطن الواقعة وفتحت تحقيقا في الغرض لكشف ملابسات هذه الجريمة التي وصفتها الصحف الفرنسية بالفاجعة، وفي هذا الإطار قال «بريس رايموند كاستانان» نائب المدعي العام بمحكمة سترازبورغ: «إنّ أطوار الجريمة واضحة ومسؤولية الزوج عن وقوعها لا شك فيها»، وفي انتظار تحسن الحالة الصحية والنفسية لوالدة الضحية وسماع أقوالها فإن وسائل الإعلام الفرنسية التي أوردت الخبر رجحت أن يكون الزوج التونسي أغرق زوجته في حوض الاستحمام ثم حاول قتل حماته بسكين و مفك براغي «تورنيفيس» عندما جاءت للبيت لزيارة ابنتها قبل أن ينتحر بإلقاء نفسه من نافذة الشقة. تجدر الإشارة إلى أنّ الطفل الوحيد لطرفي الجريمة نُقل إلى المستشفى ومنه أودع بمركز للعناية بالطفولة في انتظار تحسن الحالة الصحية لجدته.