عندما أتابع قناة عمرو خالد على يوتيوب والتي يمكنك الاطلاع على الصفحة الرئيسية لها عبر الرابط الرئيسي www.youtube.com/amrkhaled أدرك أنّ الرجل لم يلج هذا العالم أبدًا من باب "تسجيل الحضور" فقط، وإنما من باب الحضور الحقيقي الفعال والمؤثر ضمن مجتمع اليوتيوبيين مشاهِدين ومشاهَدين. أدرك ذلك من خلال أداء الرجل في هذا المجال، فهو لم يعين مجموعة من المتطوعين ليتولوا وضع بعض المقاطع من حلقاته في القنوات الفضائية، وإنما وضع الأرشيف الكامل لأعماله، في حالة أشبه ما تكون بجمع كل قصائد شاعر عملاق بين دفتي مجلد واحد! أليس جميلاً أن تعلم أنه بإمكانك الاطلاع على أي حلقة من أي برنامج لعمرو خالد بمجرد البحث عن موضوعها في يوتيوب؟ أليس أجمل أن تعلم أنه بإمكانك كذلك مشاهدتها كلها بالتسلسل الذي عرضت عليه في القنوات الفضائية؟ وفي "قوائم تشغيل playlists" أشبه ما تكون بألبومات صور فوتوغرافية متنوعة؟!
أدرك رقي الأداء اليوتيوبي لعمرو خالد من خلال اختياره نظام "الشراكة" مع يوتيوب، ما يتيح له اختيار هوية خاصة بقناته، ويسمح له برفع فيديوهات يمتد طول الواحد منها لأكثر من عشر دقائق! وبالتالي بات بإمكاني مشاهدة كل حلقات "ونلقى الأحبة" وكل حلقات "صناع الحياة" وكل حلقات "على خطى الحبيب" و.. وغيرها من برامجه. ليس ذلك فحسب بل حتى لقاءات عمرو خالد في القنوات الفضائية كالمقابلة الأطول مع عمرو أديب في برنامج القاهرة اليوم (ساعة و44 دقيقة، 591 م ب)، ولقائه الأخير مع أمانبور على CNN حول برنامجه الجديد "مجددون" الذي يمكنك الاطلاع على كل حلقاته في القناة موضوع المقال!
أدرك كذلك رقي الأداء اليوتيوبي للرجل من خلال عدم اكتفائه بوضع حلقاته التي بثت في الفضائيات، وإنما من خلال استخدامه لقناته اليوتيوبية كمنصة خاصة يرد فيها على أسئلة جمهوره بكل سلاسة ويسر ودونما أدنى تكلف.. يجلس الرجل أمام لابتوب دونما "تشخيص"، ويتحدث إلى كاميرا غير احترافية بكل ما لديه من أجوبة وتعليقات! وما يحيرني في أدائه أمران؛ الأول: هل كان الرجل هو - وفريقه - من اقترح سلوك هذا الطريق الصعب والمتميز؟ أم أنّ القسم العربي لجوجل في مصر هم من اقترحوا على الرجل تلك الخدمات التي يمكن أن يقدمها يوتيوب؟ الثاني: كيف فاوض الرجل القنوات الفضائية بخصوص الأعمال التي تخصها من برامجه فقد دفعت عليها الكثير من الأموال؟ هل كان الرجل قد أبرم سلفًا عقدًا مع القنوات ينص أحد بنودها على أنه يحق له استخدام الإنتاج التلفزيوني الذي يقدمه بأي صورة على الإنترنت؟ وهل ستتغير عقود القنوات الفضائية مع مقدمي البرامج بحيث يضاف "بند يوتيوب" كبند قابل للتفاوض بين الطرفين؛ لا سيما وأنّ ما يُشاهد على يوتيوب يُشاهد (عالميًا) وهي الميزة التي لا يمكن لقناة عربية أن توفرها لك؟! أيًا يكن الأمر فإنّ الأداء اليوتيوبي لعمرو خالد يبقى أنموذجًا يحتذى، لكل صاحب رسالة، ولكل من يسعى لتسجيل حضور حقيقي وفعال على شبكة الإنترنت الجديدة.. شبكة الويب 2.0