عالَمُنا .. . عالم ما فتئت تنطفئ شموعه وتتكاثر دموعه أيادي ظاهرة وخفية تسعى لنشر الخراب هنا وهناك.. أيادي تتمعش من الأزمات. تعيش بسلطة القوة وتنمو بالبطش وتتوسع بالتسلط !! تَفتَك وتبتز وتغتصب السعادة . صادروا الفرح والجاه والمرح والثراء والاستجمام والترويح... وصدّروا الموت والمرض والرعب والخوف والفقر والإحباط ... . عالم مليء بالمتناقضات عالم عجيب غريب مثير يتدلى بين جشع لا يشبع وجائع لم يشبع عالم!!! ليس بعالمنا بل عالمهم بيدهم كل الخيوط والمفاتيح والخرائط هم الأصل ونحن الهامش هم الأمراء ونحن أجراء، نحلم بالارتقاء إلى مصاف الشركاء.. أجراء بلا أجر!! يد الإنسان مرت من هنا!! اقتلعت الفطري وغرست الممسوخ أزهقت الأرواح وقتلت الغيرة ودفنت النخوة
أي عالم هذا؟؟ . أهو عالم الواقع أم عالم الخيال... عالم الحب أم عالم البغض عالم العنف أم عالم السلم... عالم العلم أم عالم الخرافات عالم الثورة أم عالم الانبطاح... عالم الثقافة أم عالم الجهل . عالم يرفض الابتكار ما لم يكن لصالحه بل يخنُق حتى الفكرة.. . عالم يدفن التسامح ويقمع الرأي الآخر.. ليفرض رأيه بكل السبل. عالم يحترم الأحاسيس والمشاعر..
لكن!! مشاعره هو وأحاسيسه هو . في ظل استحواذهم علينا وانصياعنا لهم في ظل تغولهم وتقزمنا! لم يعد يسعنا أن نستجدي من عالمنا الرفاهية والكماليات والرخاء . إننا نبحث عن المقومات التي تحفظ الحياة من الزوال! إننا نشتاق للأمل كما تشتاق البطن الخاوية للأكل ونشتاق إلى الحرية كما تشتاق الكبد الرطب الظمآنة إلى الماء الزلال إننا نشتاق إلى حفنة ود نذرها في وجه الحقد الهائج ونشتاق إلى الأمن كما تشتاق الطبيعة للخضرة والنوار . إننا نشتاق أن نتألم دون إزعاج وأن نبكي دون صراخ وأن نجوع دون إدقاع إننا نشتاق أن نبرد دون أن نتجمد . لقد ذلت مطالبنا عندما هوت أسهمنا في بورصة الحياة وأصبحت أسمى طموحاتنا "أخف الضررين" حتى مطالبنا الدنيا أصبحت مطالب وهمية واهية... . احتل الأباطرة كل المساحات وأسندوا إلى بيادقهم ما تبقى من فتات لم يبق لنا شيء نطلبه لم يبق لي شىء أطلبه . ....سوى .... . .
أن يتمتع جلادي بصفو حياته ويغرب عن وجهي حتى لا يعكر علي صفو موتي