جاء عيد وذهب عيد والظلم على خلق الله لم ينقص بل يزيد ومرت أعياد وأعياد ونهب بلادنا من الفاسدين مع مرور الأيام لم يقل بل يزداد ذهب بالأمس عيد وأطل في هذا اليوم العيد أليس – يا الله- في بلادنا رجل رشيد ؟ !
حُرّر وطننا مند أكثر من نصف قرن من الاستعمار البغيض بفضل الله ثم بفضل تضحيات الآباء والأجداد واستشهاد المجاهدين الأبطال . لكن لم ينج هذا الوطن العزيز إلى اليوم من آفة الاستبداد فقد أكثر فيه المستكبرون الفساد ! فهل من مغيث ؟ شباب البلد .. زهرةالوطن يساقون بالمئات بل وبالآلاف إلى مسالخ بشرية تنتهك فيها حرماتهموتصادر أحلامهم على أيادٍ من بني جلدتهم متذرعة بالتعليمات والأوامر .. لمصلحة من يا قومنا وأي مستقبل لوطن يتعاقب فيه شبابه على المعتقلات والسجون ؟ هل من مجيب ؟ شباب تونسنا الحبيبة .. رشدكم وحبكم لبلدكم هما رجاء شعبكم المتبقى للخلاص وانجاز آمال أبطاله ومناضليه .. نعم مصابنا ومصابكم عظيم ولكن أمانة الوطن أعظم ودماء من ضحى أغلى .. لا تتركوا أمانة الوطن للسفهاء والمفسدين ، ولا تضيعوا دماء الشهداء والأبطال هدرا .. انهضواوسيروا بعزيمة وجد على درب من ضحى من الأجداد سلاحكم رشدكم وبصيرتكم لاتستيقلوا ولا تتنطعوا فآفة الآفات استقالة مهلكة أو غلوّ يهدر الطاقاتويضيع الآمال .. تجارب الشعوب من حولكم تلهمكم الدروس والعبر وتعلمكم أن شباب الأمم حين ينهض يجترح المعجزات ويجتث الآفات وينجز الآمال .. فرابطوا في ساحات الفعل والعطاء برشد وبصيرة .. حفظكم الله للوطن وحفظ الوطن بكم . وللمعارضة الوطنية كلمة : ألميحن بعد للمعارضة التونسية أن تعتبر فتُجمع على استراتيجية ملائمة لواقعناوعلى مطالب متفق عليها منها تنطلق ؟ أليست الأولوية في المطالبة المشتركةبالحرية للجميع بدون إقصاء لأحد وترك الخلافات جانبا أمر مستحب يقوي صفهاأمام خصم عنيد لا يؤمن بالحوار كسبيل لإنقاذ الوطن مما يتربص به من سوءالمنقلب؟ وأن تشرذمها لا يخدم إلا المستبدين والمزورين فيغريهم بالتمديدوالحلم بالتوريث ؟ مؤلم أن تكون هذه هواجسنا في يوم العيد المبارك .. ولكنالأمل معقود في شبابنا الراشد ومعارضتنا عندما تستعيد رشدها لنتطلع لعيدقادم والبطل الصادق شورو بين أهله وأبناء شعبه وشباب البلاد آمنون منالمعتقلات والسجون من أجل أفكارهم ومعتقداتهم يسهمون بحماستهم وحيويتهم فينهضة الوطن" والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " ... أسأل الله أن يعيد علينا هذا العيد وكل عربي و كل مسلم وكل إنسان ينعم بأغلى ما منحه الله من النعم : الحرية (حرية المعتقد, حرية التعبير ...) وأن تتحرر كل بلاد العالم من كل الطغاة فيسود العدل أساس الحضارات والعمران .