فيدات منصور من الجزائر لمغاربية - 10/09/10 نشب خلاف بين الخبازين الجزائريين ووزارة التجارة حول سعر الخبز. فمن جهة يريد الخبازون رفع سعر هذه المادة الغذائية الشعبية في حين تعترض الحكومة على أية زيادة في السعر. قال يوسف كلافات، رئيس الاتحاد الوطني للخبازين "وزير التجارة مصطفى بنبادا وافق على مقابلة الممثلين النقابيين بعد العيد لكن لم يحدد بعد تاريخا لذلك". فسعر الخبز مشكلة كبيرة في الجزائر. اذ تشير دراسة صدرت الشهر الماضي عن منظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة أن الجزائريين يستهلكون 49 مليون خبزة في اليوم. وهم أكبر مستهلك للخبز في العالم. ويشير تقرير الأممالمتحدة إلى أن الجزائر تحتل المركز الرابع في العالم من حيث جودة خبزها بعد فرنسا والولايات المتحدة والفلبين. تفسير منظمة التغذية والزراعة لاستهلاك الجزائريين للخبز بسيط "الجزائريون يأكلونه مع كل ما يتناولونه خلال اليوم". واستبعدت الحكومة أي احتمال لمراجعة أسعار الخبز التي حددتها الدولة ب 7.50 دينار بالنسبة للخبز العادي و 8.50 دينار بالنسبة للأنواع الأخرى، لهذا راجع الاتحاد الوطني للخبازين مطالبه. وقال كالفات رئيس اتحاد الخبازين "عوض مراجعة الأسعار خلال الاجتماع المقبل مع الممثلين الحكوميين، سنطالب بالدعم لتغطية المصاريف مثل الكهرباء والغاز". وأضاف "سعر الخبز ظل مستقرا منذ 1996 في حين أن أسعار المواد الأخرى عرفت زيادة وصلت الى 60 في المائة خلال نفس الفترة. هذا غير عادل. ولتزيد الطين بلة، تفرض علينا الحكومة ضريبة التلوث المحددة ب 9000 دينار". وتساءل "منذ متى كان الخبازون يلوثون الجو؟" ولتغطية خسارتهم، لجأ الكثير من الخبازين إلى الغش، حسب رئيس اتحاد الخبازين. وأوضح كالافات "عوض استعمال عجينة تزن 250 غرام، لا يتردد الكثيرون في استخدام 180 غرام فقط". واضطرت حوالي 3500 مخبزة لإغلاق أبوابها خلال العشر سنوات الماضية. في حين قررت بعضها من 13.500 المتبقية تنويع منتجاتها وبيع الحلويات والكعك التي لا تخضع أسعارها إلى تقنين. الهادي عمرو، مالك مخبزة ابتسام في البيار وسط العاصمة الجزائر، تحوّل على مضض إلى صنع الحلويات. وقال "حرفتي خباز. فهو ليس مجرد مهنة، إنه متعة أغذيها منذ أكثر من ثلاثين سنة. لكن إذا واصلت إعداد الخبز فقط، سأفلس حتما". وقال وزير التجارة مصطفى بنبادا إن مسألة رفع سعر الخبز العادي "لا يوجد على جدول الأعمال". ويعتقد أن الحكومة ستواصل "سياستها الاجتماعية وهي الحفاظ على سعر هذه السلعة الأساسية". وأشار إلى أنه بإمكان الخبازين شراء الدقيق، العنصر الرئيسي في صناعة الخبز، بسعر مدعوم من الدولة. في حين يشاطر المستهلكون الجزائريون قلق الخبازين لكنهم يرفضون دفع الثمن. فريدة ماضي، ربة بيت، قالت "على الحكومة واتحاد الخبازين الوصول الى حل دون المس بالسعر".