‘'أردنا معرفة الحقيقة خاصة في ظل هذا الغموض التام الذي ملابسات القضية وأيضا المحاكمة التي لم نتمكن من مواكبتها..." هكذا صرحت ربح الشرايطي ابنة المناضل لزهر الشرايطي ومديرة مركز الشرايطي المتوسطي لإنصاف النضالات الوطنية ل"الجريدة" على هامش اليوم الدراسي حول "محاولات الانقلاب في تونس والمغرب الأقصى :بين الذاكرة والتاريخ" الذي التأم اليوم الأربعاء 23جانفي 2013 بدار الثقافة ابن رشيق. وأضافت الشرايطي أن والدها لزهر الشرايطي لم يكن له نية قتل بورقيبة رغم أنه حاد عن مسار الديمقراطية والعدالة الجهوية و هو الذي كان موافقا لسياسة الرئيس في البداية ،وكان ضد فكرة الاغتيال والقتل ،لذلك فهي ترى أن والدها وجهت له تهمة كيدية وأنه وباقي الأفراد تعرضوا إلى محاكمة غير عادلة تفتقر إلى أبسط مقومات العدالة وحقوق الإنسان. ووجهت محدثتنا نداء إلى وزارة الدفاع الوطني لمواصلة البحث عن رفات باقي المناضلين الذين وقع إعدامهم يوم 24 جانفي 1963 ودفنهم في قبر جماعي،حيث تمكنت الوزارة من العثور على خمسة رفات من مجموع عشرة وهم هادي قفصي كبير المحرزي ،أحمد الرحموني، صالح الحشاني،وعبد العزيز العكرمي. في حين لاتزال عائلات باقي المناضلين تعيش على أمل استلام رفات آبائهم ودفنها ورد الاعتبار من خلال الاعتراف بهم رسميا بصفة الشهداء وبتضحياتهم من أجل استقلال البلاد تخليدا لذكراهم. كما دعت وزارة الداخلية إلى فتح الأرشيف لمعرفة حقيقة ماحدث وتصحيح الأحداث التاريخية إضافة إلى مطالبة وزارة العدل بمواصلة البحث عن باقي المفقودين من خلال تكليف مختصين في علم الحفريات للوصول إلى نتيجة في أقرب الآجال. من جانبه أفاد خالد عبيد مؤرخ مختص في التاريخ السياسي المعاصر أن تاريخ 24 ديسمبر 1962 هو تاريخ الكشف عن محاولة الانقلاب، لكن تاريخ 24 جانفي 1963 هو تاريخ تنفيذ الحكم بالإعدام على عشرة منهم ولم تسلم إلى الآن جثامين 5 منهم . واعتبر عبيد أن ما حصل على المستوى الإنساني يعد مظلمة في حد ذاتها بقطع النظر عن مسألة هذه المحاولة مضيفا أن أهمية هذا التاريخ تكمن في حقيقة ما عاشته عائلات هذه المجموعة من معاناة وألم وحرمان ومن جهل للحقيقة وتحريف للتاريخ.