قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده تخوض "حربا حقيقة" ضد الإرهاب، مؤكدا أن "هناك مخططا مموّلا بموارد هائلة من دول وأجهزة وصفهم ب"أهل الشر" تعمل ضد مصر. وأشاد السيسي، في مداخلة هاتفية مع أحد برامج شبكة "أون -اي" المصرية الخاصة، بقدرات الجيش المصري في القتال وقدرته على تأمين سيناء، مشيرا إلى أن هناك تراجعا كبيرا في عدد العمليات الإرهابية. وقال إنه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط تم ضبط "ألف طن من المتفجرات، وملايين الجنيهات والدولارت المخصصة لتمويل الإرهاب". وأضاف الرئيس المصري أن "هناك 41 كتيبة من الجيش المصري، أي ما يتراوح بين 20 و25 ألف من قوات الجيش دخلت سيناء لمكافحة الإرهاب". وأكّد السيسي أن مكافحة الإرهاب والقضاء عليه لن تنتهي في "يوم وليلة"، مؤكدا أن العمليات القتالية في سيناء تراعي وجود المدنيين في مدن مثل العريش ورفح والشيخ زويد حتى لا تثير غضب الأهالي هناك. وذكر أن الإدارة الأمريكية، إدارة ترامب، أكدت له أن مصر "هي الدولة الوحيدة في العالم التي تواجه الإرهاب بشجاعة وجرأة وصدق"، وأن الإدارة الحالية تخلت عنها، وهو ما لن تفعله الإدارة الجديدة. وقال الرئيس المصري إن "حجم العمليات العسكرية للجيش المصري في حرب 1967 يساوي تقريبا حجم العمليات الإرهابية التي تشهدها سيناء، لذا نحن في حرب حقيقية". وحدّد عدد العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر في أكتوبر الماضي بحوالي 53 عملية، مؤكدا أنها كانت تستهدف هدم الدولة في مصر قبل 11 نوفمبر 2016. وكانت دعوات قد انطلقت إلى تنظيم مظاهرات حاشدة في ذلك اليوم احتجاجا على غلاء الأسعار في إطار ما أُطلق عليه آنذاك "ثورة الغلابة". وأشار إلى أنه كان تحديا كبيرا اختار الشعب خوضه وأنه أكد لهم قبله على أنه سوف يستمر لسنوات طويلة، مضيفا "ولذلك كلفة عالية من أولادنا"، على حد تعبيره. وشدد على أن هذا الاختيار (التفويض) جنب مصر، والمنطقة العربية بأكملها، المزيد من العنف "تنفيذ لتصور معين في المنطقة"، لكن المصريين رفضوا تنفيذه في بلادهم. وأكد السيسي أنه "لولا ما فعله المصريون آنذاك لاشتعلت المنطقة العربية بالعنف إلى حد أكثر مما عليه الآن بكثير". وجاءت تصريحات السيسي بعد ساعات من مقتل 9 جنود من الشرطة ومدني وإصابة آخرين في هجوم انتحاري على نقطة تفتيش في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء.