أعلنت تسع جماعات إرهابية تنشط في الصحراء الكبرى عن تأسيس حركة جديدة تحت مسمى "جماعة أنصار الإسلام والمسلمين". وذلك بحضور عدد من قادة التنظيمات الإرهابية وهم, أبو عبد الرحمن الصنهاجي "قاضي منطقة الصحراء", ويحيى أبو الهمام "أمير منطقة الصحراء", وإياد أغا غالي "أمير جماعة أنصار الدين", ومحمدو كوفا "أمير كتائب ماسينا". ويعتقد بأن إعلان التأسيس صدر في دولة موريتانيا بحسب مصادر إعلامية. تغيرات جذرية في وضع الجماعات الإرهابية في القارة الإفريقية، تدفع نحو تزايد حالة الصراع في بلاد المغرب العربي، فقد أعلنت كبريات جماعات العنف في الصحراء الكبرى ودول الساحل الإفريقي ذات الأيدلوجية الدينية والتابعة تنظيميًا إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، عن الاندماج في تكتل إرهابي جديد أسموه «جماعة أنصار الإسلام والمسلمين». الاندماج القاعدي ل4 جماعات هي قوة التنظيم الجديد، أعلنت عن تطورها الجديد في إصدار مصور صادر عن مؤسسة «الزلاقة» أحد المنابر الإعلامية للقاعدة، وأعلنت الكتائب الأربعة مبايعتها لأمير جماعة أنصار الدين إياد أغ غالي، أميرًا للتنظيم. وحضر الإعلان على رأس جماعة أنصار الدين أميرها، إياد أغ غالي، وإمارة الصحراء الكبرى وهي (6 كتائب تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي)، أميرها يحيى أبو الهمام، وكتيبة المرابطون (جناح الجزائري مختار بالمختار) وحضر نائبًا عنه الحسن الأنصاري نائبه، وكتائب ماسينا (إثنية الفلان) وأميرها حمدو كوفا، وأبو عبدالرحمن الصنهاجي (قاضي منطقة الصحراء). وأعلن التنظيم الجديد مبايعته لأمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وأبو مصعب عبدالودود أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. و ليست المرة الأولى التي تنشر فيها مواقع تونسية أن التنظيمات المسلحة النشطة في شمال مالي قد حاولت الاندماج لمواجهة التدخل الفرنسي ضد هذه الجماعات مطلع عام 2013، لكن خلافات منعتها من ذلك، واقتصر التعاون على التحضير للعمليات العسكرية وتنفيذها. وفي عرف حركات الإسلام السياسي فإن أي تنظيم جديد يعلن عن نفسه عبر استهداف معسكرات حكومية أو خطف رهائن وجنود أو استهداف مدنيين ودبلوماسيين. ولم يقتصر التواجد الجغرافي للجماعات الأربعة على دولة بعينها فهناك تواجد في مالي وجنوب ليبيا والجزائروتشادوالنيجر، وبذلك فإنه من المرجّح أن تشهد الأيام القليلة المقبلة عمليات عسكرية موسعة، خاصة أن اندماج الجماعات يأتي بعد أقل من شهر على إعلان دول الساحل الخمس (مالي، موريتانيا، النيجر، تشاد وبوركينافاسو) عن خطوات جديدة نحو تشكيل قوة عسكرية مشتركة لمحاربة الإرهاب. كما تضع الجماعات الإرهابية في حسبانها استهداف القواعد الفرنسية التي تعزز من تواجدها على الحدود (المالية- النيجرية) إثر عمليات قوية استهدفت جيش النيجر خلال الأشهر الماضية. وهناك احتمالية حذرت منها مواقع بحثية، من تكرار سيناريو مالي 2012، حيث ساهمت في سلسلة هجمات عنيفة أدت إلى خروج شمال مالي عن سيطرة الحكومة لمدة عام، يعدما أعلنت هذه الحركات الجهاد ضد القوات الدولية المنتشرة في شمال مالي وشن عمليات انتحارية وهجمات ضد القوات المالية وتقوم بعمليات في كل من مالي وبوركينا فاسو وساحل العاج والنيجر كما أنها متحالفة مع حركة بوكوحرام في نيجيريا. وتعتبر منطقتا القرن والساحل الإفريقيين من المعاقل التاريخية لتنظيم القاعدة، وتم الإعلان عن الوجود الفعلي في شرق إفريقيا عام 1996 من قبل أسامة بن لادن وتفجير السفارة الأمريكية في كينيا عام 1998، كما أن الحضور القوي في الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء هو الآخر عرف تقريبا مع مطلع الألفية الحالية، نزوح المجموعات المتشددة من الجزائر وأفغانستان وجنوب ليبيا.