لأنها تحب تونس وتعشق اهل تونس اختارت المناضلة والأسيرة المحررة من سجون الاحتلال الصهيوني ميسر داود عطياني تونس لتكون الانطلاقة للحملة الدولية التي ستطلقها لدعم الأسيرات الفلسطينيات في المعتقلات الصهيونية. المناضلة ميسر عطياني هي عضو الهيئة الادارية "لجمعية نساء أسرن من أجل الحرية" في فلسطين، كان ل"لجريدة" شرف اللقاء بها للحديث عن بعض ما عانته وبعض ما تعانيه "الأسيرات" أو "السنديانات" كما يحلو للمناضلة تسميتهن. ميسر عطياني تحدثت معنا وبدت صامدة وقوية رغم الحرقة التي تظهر في صوتها وصوت انفاسها، وهي التي لم تمر أيام على اغتصاب الكيان الصهيوني ل25 هكتارا من أرض عائلتها المغروسة زيتونا بنابلس امام بكاء امها "الختيارة"، على حد تعبيرها، وسردت لنا ميسر معاناة وظلم لا يمكن ان تصبر عليه سوى المرأة الفلسطينية". ففي معتقلات الاحتلال تهان المرأة العربية الفلسطينية وتقيد بالسلاسل كما الرجال وتضرب وتهان وتعنف امام صمت المجتمع الدولي وخروقات واضحة للقوانين الدولية وضربا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية عرض الحائط، ذلك ان 15 ألف إمراة فلسطينية دخلن سجون الكيان الصهيوني منذ سنة 1967 ، واليوم توجد 61 أسيرة أصغرهن الأسيرة استبرق نور البالغة من العمر 14 سنة واكبرهن عميدة الأسيرات التي حكمت ب15 سنة سجنا ومن المنتظر ان تخرج يوم 18 من هذا الشهر لينا الجربوني، تعرضن جمعهن للإهانة وتم وتكبيلهن ووضعهن في العزل، فحسب ما اكدته الأسيرة المحررة ميسر داود فاٍن الاحتلال لا يفرق في تعامله مع الأسيرة الفلسطينية والأسير الفلسطيني بل يعاملهما بنفس الطريقة ونفس العنف ويتم تعذيبهما جسديا ونفسيا بالطريقة ذاتها. وأكدت محدثنا ان التعذيب يبدأ منذ اليوم الاول أي منذ بداية التحقيق الذي يدوم بالساعات في اليوم ويدوم أيام وأسابيع تمنع فيها الأسيرة من الزيارات ومن محامي كما توضع في العزلة في زنزانات لا تحترم الذات البشرية من حيث النظافة والبرودة لتكون نوع آخر من التعذيب النفسي، الى جانب تعمد وضع الأسيرات القاصرات مع المجرمات الصهيونيات اللواتي يتعمدن شتمهن وحتى تهديدهن بالقتل. الأسيرة الفلسطينية المحررة ميسر عطياني رسمت لنا صورة قاتمة عن وضع الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد تعرضها للأسر 3 مرات، الاولى كانت حين كان عمرها 17 سنة وهي بالنسبة اليها بداية تجربتها مع الأسر تعلمت فيها كيف تواجه "المحقق الصهيوني" الذي كان، حسب تعبيرها، يلعب على الجانب النفسي للأسيرة ويحاول اسقاطها في فخ أسئلته بدهاء ليورطها. التجربة الثانية كانت سنة 2009 وقد عانت فيها من السجن الانفرادي لمدة 21 يوما. أما التجربة الثالثة كانت سنة 2013: وكانت "الاجمل"، حسب تعبيرها لانها عاشت وجع الأسيرات وجربت عن قرب معاناتهن وفرحهن، وانغمست خلالها في القراءة وتعليم الأسيرات الاخريات الكتابة وحفظ القرآن واللغة الانقليزية. لتخرج من المعتقل وهي تحمل رسالة الأسيرات الى الخارج وحتى تسلط الضوء وتلفت نظر المجتمع الدولي الى معاناتهن فالأسيرات يعانين من الأمراض دون تلقي العلاج المناسب، فهناك أسيرات يلدن في المعتقل وتم تسجل 7 منهن، وهناك 16 أسيرة قاصر دون السن القانوني وهناك 18 أم داخل المعتقل وهناك 11 أسيرة مصابة بالرصاص الحي ولم تتمتع بالعلاج، فالكيان الصهيوني يتعمد ضرب المرأة بالرصاص في جزئها السفلي لخلق عاهات مستدامة للمرأة وحتى للأطفال. ميسر عطياني جاءت لتونس حتى تكون من هنا الانطلاقة لنشر رسالتها وحتى تفي بوعدها للشهيد عمار الغول الذي أوصاها بنثر تراب فلسطين على قبره، فكان له ذلك.