أعلنت المخرجة التونسية سلمى بكار في لقاء خاص مع "الجريدة " أنها بصدد انهاء المراحل الاخيرة من شريط سينمائي طويل سيكون جاهزا بعد شهرين ، مشيرة إلى أنها فضلت ارجاء عرضه في مهرجان قرطاج السينمائي ولما لا المشاركة به في مهرجانات اخرى . و كشفت محدثتنا أن كتابة الفيلم انطلقت منذ سنة 2007 و ساعدتها الممثلة وجيهة الجندوبي في اعادة كتابة الحوار، و كان ذلك اكثر من مرة ، و تحصل الفيلم على الدعم في 2010 لكن التحاقها بالمجلس التاسيسي حال دون الانطلاق في التصوير ثم انطلقت في العمل على الفيلم في السنة الماضية . تقول سلمى بكار أنها لم تتمكن من اخراج الشريط في كتابته الاولى فكان القرار بالمحافظة على نفس القصة لكن بتصور آخر . و عن احداث الفيلم كشفت بكار أنها " تدور من سنة 55 وصولا الى لمجلس التاسيسي و تروي قصة فتاة عاشت جملة من المشاكل و المصاعب حين تجد نفسها مع والدتها في "دار جواد" ال أن تكبر هذه البنت و تجد نفسها نائبة بالمجلس التاسيسي تدافع بكل شراسة ضد الشريعة ،"فهذه النسوة اللاتي فرض عليهن البقاء في دار جواد هن يحكم عليهن من خلال المحكمة الشرعية و كان الحكم القاضي بالاشتراك بين امام مالك و اخر حانفي. و تضيف بكار "الفيلم قصة لاربع نساء في اعمار مختلفة و وضع اجتماعي مختلف ، لكل منهن طريق مختلف ، تتقابل هذه النساء في دار جواد مع "جايدة" ،و هو عنوان الشريط . و جايدة هي المشرفة على "الدار" ، امراة قاسية في احكامها على النسوة لكن تتغير معاماتها لهن شيئا فشيئا و تتعايش معهن الى ان تتكون بينها و بينهن لحمة . و تدوم القصة 8 اشهر و تنقسم على مرحلتين الاولى من تمتد من سبتمبر من سنة 54 الى غاية غرة جوان 55 و عودة بورقيبة ، ثم مرحلة ثانية هي مرحلة المجلس التأسيسي بين سنتي 2012 _ 2013 فيصبح للشخصية دورا سياسيا و تلقي خطابا في المجلس ترفض فيه التنصيص و تفسر اسباب خوف النساء من الاحكام التشريعية و تؤكد على تشبثهن بالمكاسب التي نصت عليها مجلة الاحوال الشخصية . و كشفت سلمى بكار عن ابطال فيلمها حيث تقوم فاطمة سعيدان بدور جايدة في حين تقوم وجيهة الجندوبي بدور الفتاة التي تدور حولها الاحداث كما يشاركها البطولة كل من سهير عمارة سلمى محجوب بلال الباجي و رؤوف بن عمر توفيق العايب خالد هويسة اضافة الى عدد من الوجوه الجددة . و في جانب آخر تحدثنا مع المخرجة سلمى بكار عن تجربتها في المجلس التاسيسي فتقول سلمى ان دخولها المجلس كان اساسا من اجل كتابة الدستور وان يكون دستورا تنويريا و لا يترك الفرصة للرجوع الى الوراء. و عبرت سلمى بكار عن خيبة الامل التي انتابتها طيلة ثلاث سنوات بالمجلس و خاصة انها كانت تامل ان تغير بعض القوانين التي تهم الممثل و المبدع في تونس، و هو ما يفسر انضمامها الى الجنة التربوية الثقافية، حسب تعبيرها ، و طالبت حينها السينمائيين و الممثلين بالتقدم بمشاريع قوانين للنظر فيها والمصادقة عليها لكن لم يتم التطرق في صلب هذه اللجنة لأي قانون جديد مضيفة أنها تعتبر المرة الوحيدة التي تم طرح مشروع قانون للمصادقة كان لمصلحة تركيا و هو تمكين اتراك لفتح فضاءات ثقافية في تونس لعرض اعمالهم و هو ما وصفته سلمى بكار بالغزو الثقافي . و طالبت حينها برفض هذا المشروع و اقترحت في المقابل ان يتم تمكين المبدع التونسي من توفير مساحات في تركيا لتسويق اعماله خارج تونس . و اكدت سلمر بكار ان هاجس المجلس في تلك الفترة كان مواجهة الفكر الرجعي الذي بدأ في تلك الفترة يهدد المشهد الثقافي في تونس من ذلك الاعتداءات على قاعات سينما و معرض العبدلية وغيرها من التهديدات للمبدعين .