أنس الصبري : عضو باحث بالمركز الاوروبي لدراسات محاربة الارهاب و الاستخبارات بألمانيا تعيش الجزائر على اعصابها على خلفية اجتماع دول الساحل دون حضورها، و قد حضرت فرنسا كضيف شرف برئيسها ايمانويل ماكرون، الذي كشف عن انشاء قوات افريقية مشتركة لمحاربة التنظيمات الارهابية بعيدا عن الجزائر، يحدث هذا في وقت بث تنظيم القاعدة شريط فيديو لرهائن غربيين لا يزالون محتجزين لديها. استقبل التنظيم الارهابي الجديد "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" المنبثق عن اتحاد 4 جماعات ارهابية، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي يزور مالي للمشاركة في قمة دول الساحل، ببث شريط فيديو يظهر 6 رهائن أجانب على قيد الحياة، بينهم الفرنسية صوفى بيترونان، والجراح الأسترالي المسن آرثر كينيث إليوت، و الجنوب إفريقي ستيفن ماكغاون، وعامل المناجم الروماني يوليان غيرغوت، والمبشرة السويسرية بياتريس ستوكلي، والراهبة الكولومبية غلوريا سيسيليا نارفايز ارغوتي، في مشهد وصفته عديد المصادر المتابعة بأنه تحدي صارخ لما جاء من اجله الرئيس الفرنسي الذي كشف عن انشاء قوات عسكرية افريقية لمحاربة الجماعات الارهابية في منطقة الساحل. و عبرت الجزائر عن استيائها مما يحدث في منطقة الساحل و اجتماع دول الساحل و دعوة فرنسا للحضور دونها، الامر الذي اعتبرته تجاهلا مقصودا بنوايا ليست برية و انه بداية لتحييدها عن القضية التي اخذت حيزا كبيرا من جهود الجزائر سواء ديبلوماسيا او عسكريا او ماليا، و قد افرزت تلك التحركات بامضاء اتفاق السلام و المصالحة بين الحكومة المالية و الاطراف المسلحة المعارضة وفق ما يسمى باتفاق الجزائر. بالمقابل، تشير الاوضاع في منطقة الساحل الى ان فرنسا و الجزائر اتفقتا على تبادل الادوار في المنطقة، خاصة بعد الاتصالات التي تمت بين الرئيسين الفرني ايمانويل ماكرون و نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة منذ ايام قبل تنقل ماكرون للمشاركة في قمة دول الساحل، حيث تبادلا الطرفين عديد القضايا المرتبطة بالوضع في الساحل و سبل دفع اتفاق الجزائر للمصالحة. و ما زاد من غضب الجزائر، اعلان الرئيس ماكرون في افتتاح القمة في باماكو عاصمة مالي، عن إطلاق قوة عسكرية جديدة متعددة الجنسيات بهدف محاربة التنظيمات الارهابية ومكافحة الجريمة المنظمة، مؤكدا ان فرنسا وشركائها الأفارقة عليهم العمل معا للقضاء على الارهابيين في منطقة الساحل المضطربة، و هو الامر الذي اعتبرته الجزائر محاولة لتجاهل دورها. وقال ماكرون، امام زعماء مجموعة دول الساحل الخمس وهي مالي، بوركينا فاسو، موريتانيا، النيجر وتشاد انه "كل يوم يتوجب علينا قتال الإرهابيين والمجرمين والقتلة، الذين يجب علينا بحسم وقوة أن نقضي عليهم جميعا"، و وعد بتقديم مساعدة مالية وعسكرية لقوة مجموعة دول الساحل الخمس، موضحا ان باريس ستقدم دعم بقيمة 8 ملايين أورو حتى نهاية العام، و اشار الى انه " لضمان دعم مستدام سيكون عليكم وعلى جيوشكم ان تقنع بأن مجموعة دول الساحل الخمس يمكن ان تكون فاعلة في نطاق احترام الاتفاقيات الانسانية"، مبرزا ان القمة تهدف إلى مكافحة الهجمات الارهابية التي تستهدف مالي والدول المجاورة، وملاحقة منفذيها عبر الحدود، على أن تكون القوة المشتركة جاهزة ميدانيا قبل نهاية العام، بتعداد 5 الاف عسكري، و ستنتشر في البداية على حدود مالي وبوركينا فاسو والنيجر، لتنضم في وقت لاحق إلى قوة برخان الفرنسية، وبعثة الأممالمتحدة في مالي.