دعا محسن مرزوق الأمين العام لحركة مشروع تونس في حديث ل"العرب"، راشد الغنوشي وحركته إلى الإعلان بكل وضوح عن الفصل بين الدين والسياسة، وعن الخروج الرسمي من فضاء جماعة الإخوان المسلمين، والدخول في مربع المواطنة التونسية تحت سقف الدستور. وقال مرزوق إن الإسلام السياسي هُزم في تونس خلال تلك الانتخابات، لكن الغنوشي "مازال لم يخرج بعد من فضاء الإسلام السياسي، وهو يستبطن بين الحين والآخر الخطاب الإخواني". وأشار إلى إن الإسلام السياسي "انهزم هزيمة تاريخية في تونس، والآن نشهد العد التنازلي لما بعد الهزيمة"، وأعرب عن اعتقاده بأن حركة النهضة لم تتخلص بعد من المرجعية الإخوانية، "بل مازالت تدور في الفضاء الإخواني رغم التصريحات التي نسمعها بين الحين والآخر، إذ أن التحركات السياسية الإقليمية لقيادة حركة النهضة وخاصة الغنوشي كانت واضحة في ارتباطها بالتوجه الإخواني ومواقفها من القضايا الإقليمية". ورفض مرزوق لجوء الغنوشي إلى استحضار مفردات الاستئصال في خطابه السياسي، قائلا "هذا الاستحضار يؤكد مرة أخرى أنه لم يحصل أي تغيير استراتيجي في فكر الغنوشي وحركته وممارسته السياسية". وأضاف أن مثل هذا الخطاب يُشكل عودة للوراء إلى خطاب السبعينات والثمانينات "ما يؤكد أن بنية العقل السياسي لراشد الغنوشي لم تتغير"، محذرا في هذا الإطار من أن استخدام عبارة "استئصال" هو دعوة للعنف. واعتبر أن خطورة هذا الخطاب تأخذ منحى آخر بالنظر إلى توقيتها الذي يأتي فيما البلاد تستعد لاستحقاقات انتخابية.