اختارت بلدية القيروان منذ عامين صرف منحة من وزارة السياحة بقيمة 300 مليون دينار من أجل إعادة الروح إلى نافورة ساحة المغرب العربي المحاذية لمقام أبي زعمة البلوي. هاته النافورة أنفقت عليها مئات الملايين سابقا من مال المجموعة الوطنية، ورغم اعتراض نشطاء المجتمع المدني على المشروع، إلا أن البلدية مضت قدما ومولت مشروع النافورة. وقد تم إسناد هذا المشروع إلى المقاول شهير له تعاملات كثيرة مع البلدية، وتأخر إنجاز المشروع لأكثر من عام بسبب مصدر الماء. وبعد عثرات التعطيل إنتهت الأشغال لتصطدم بمشكل قبول المشروع إثر تغيير النيابة الخصوصية. تدفقت المياه في النافورة الجديدة لمرة أو مرتين بمناسبة زيارة رئيس الحكومة، وظن أهالي القيروان وزوار المقام أن المياه ستتدفق دون توقف في تصميم جديد وأنيق ولكن المياه توقفت عن التدفق لتحل محلها الفضلات والأوساخ والحجارة. وقد عبر الأهالي عن غضبهم واحتجاجهم ضد الفساد فرشقوها بالحجارة. وبدل معالجة مشكل المياه زادت البلدية النفقات بتسييج النافورة التي قبرت بها مئات الملايين. ويبدو أن البلدية عجزت عن تنظيف ممتلكاتها كما عجزت عن مراقبة الأشغال وتوفير ظروف نجاح المشروع. وبذلك يُضاف مشروع النافورة المثير للجدل إلى مشروع الطابونة الذي أصدرت بشأنه دائرة المحاسبات تقريرا يشير إلى شبهة فساد ويدعو إلى إعادة الأشغال. علما وأن مليار ونصف من المليمات كانت مخصصة لبناء 70 كشكا لبيع الطابونة بحساب 20 ألف دينار للكشك الواحدن لكنها بقيت شاهدة على سوء الخيارات التنموية.