نشر رئيس الجمهورية السابق محمد المنصف المرزوقي تدوينة على صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي " الفايسبوك "، تحدث فيها عن "المتشمتين" والثورة. وفي ما يلي نص التدوينة : عجبي من المتشمتين : أنظروا ما جرّته الثورة من وبال عليكم تونسيون وعربا. طيب، لكن من المسؤول الرئيسي عن الثورة؟ تصوروا أي مجرى كان تاريخ بلادنا سيأخذ لو سمع بن علي نصيحتي بقبول مخاطر الديمقراطية أول مرة قابلته سنة 1989 بصفتي رئيس رابطة حقوق الإنسان .... أو أنه استجاب لطلبات الإصلاح المتعددة في منتصف التسعينات من قبل قوى مجتمعية معتدلة.... أو أنه احترم الدستور ولم يترشح في 2004.... أو أنه لم يسمح بفساد عائلته؟ هل كانت الناس تنتفض وكنا اليوم نعاني تبعات الثورة والثورة المضادة؟ تصوروا لو لم يزيّف بورقيبة والسبسي انتخابات 1981 (التي شهرت بانتخابات الحنّة) ...لو قبل بانتقال ديمقراطي سلس والتخلي عن السلطة كما فعل العظيم سنغور في السينغال .... هل كنا نصاب بمصيبة دامت 23 سنة اسمها بن علي كانت السبب الرئيسي في الثورة؟ ربما كان علينا أن نقبل بالاستبداد والتعذيب والفساد لأن تكلفتهم أقل من تكلفة الثورة ...منطق خرفان يصدق على خرفان لكن لا علاقة له بطبيعة شعوب لها طاقة تحمل لا يجب تجاوزها. مما يعني أن النظام السياسي – أي حفنة اشخاص مرضى بالتسلط -هو الذي أعاق الدولة وخرّب المجتمع وتسبب في كوارث إنسانية لا عدّ لها ولا حصر وتتواصل لليوم. المشكلة إننا من جديد تحت نفس اللعنة. فالنظام السياسي الحالي أي الديمقراطية المرتهنة والفاسدة هو أكبر تهديد للاستقرار والاستثمار والازدهار وحتى للحريات الشيء الوحيد الذي اكتسبناه من الثورة. أنظروا للمهزلة المأساوية التي تتخبط فيها منظومة حكم بلا فعالية بلا هيبة ، بلا مصداقية والناس عطشى حيرى محبطون ومتقزّزون . الحلّ: هبة شعب المواطنين في الاستحقاقات الديمقراطية القادمة لتحرير الديمقراطية من المال الفاسد والاعلام الفاسد والأحزاب السياسية الفاسدة وخلق منظومة سياسية ترفع التحديات البيئية والاقتصادية ولا تكون مجددا أكبر مشكل نبقى نتخبط فيه طيلة سنين وعقود أخرى إلى انفجار ثورة جديدة لا أحد يعلم إلى أين ستقود هذه البلاد التي خانها الحظّ والكثير من نخبها".