قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، خلال جلسة نقاش افتراضية نظمها النادي الاقتصادي بنيويورك إن "حربا باردة ضروسا" قائمة الىن بين الولاياتالمتحدةالامريكية والصين، داعيا الدولتين إلى وضع حدود للمواجهة، وإلا فإن العالم سيجد نفسه في وضع مماثل للحرب العالمية الأولى. ودعا كيسنجر الملقب ب "ثعلب الدبلوماسية الأمريكية" إلى خفض التصعيد بين الأمريكيين والصينيين مستدركا أن "هذا الأمر مستحيل، وهذا ما سيجعلنا نجد أنفسنا في وضع مشابه للحرب العالمية الأولى". ورأى كيسنجر أن الصراع بين واشنطن وبكين كان بسبب ظهور تقنيات جديدة غيرت المشهد الجيو سياسي، مضيفا أن الوقت قد حان لتدرك الولاياتالمتحدة المتغيرات في العالم الحديث، وهي أمور حسب رأيه "معقدة للغاية" بحيث لا يمكن لدولة واحدة أن تستمر في الحفاظ على هيمنتها في نفس الوقت، سواء في الاقتصاد أو في المجال الاستراتيجي. وكان كيسنجر قد صرح في عام 2019 بأن الصراع بين الولاياتالمتحدة والصين قد يؤدي إلى "عواقب وخيمة" من شأنها أن تكون "أسوأ من عواقب الحروب العالمية"، ولتفادي ذلك، نصح البلدين بحل خلافاتهما. ويُعد كيسنجر البالغ من العمر 91 عاما من أبرز السياسيين والدبلوماسيين الذين عرفتهم الولاياتالمتحدة والذين مارسوا سياسة الواقعية أو البراغماتية ولعب دورا بارزا في السياسة الخارجية الامريكية بين عامي 1969 و1977 كان رائد سياسة الانفتاح بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي والصين، إلى جانب عمله على وقف التدخل الأمريكي في حرب فييتنام. كما ساهم في إيجاد تسوية سياسية لحرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل.