شابّان تونسيان ظلمتهما وزارة الدفاع الوطني زمن الطاغية وتجاوزتهما الوزارة المؤقتة بعد الثورة فهل ستنصفهما الوزارة الجديدة؟ الأخوان الشافعي وسالم الثابت يقرران اعتصاما مفتوحا في وزارة الدفاع الوطني ابتداءا من 10 جانفي2012... متابعة:إيمان الدجبي يبدو أن قدر الشباب التونسي أن يظل مهمشا وآخر اهتمامات كل السياسات التي تعاقبت على تونس ولا زالت تتوالى عليها اليوم وبعد ثورة الحرية والكرامة انكشفت الحقائق وأزيح الستار عن كل التلاعبات القذرة التي كانت سياسة الديكتاتور بن علي تمارسها بمساعدة كل الأطراف السياسية والأسماء التجمعيّة التي استمتعت كثيرا بمص دماء الشعب التونسي والركوب على صهوة حقوقه لتدعم تسلطها وعنجهيتها اليوم فقط انتزع الشباب التونسي جذور الخوف من أعماقه وتحدى وتمرد وثار من اجل كلمة الحق؛من اجل حرية مقموعة وكرامة مسلوبة؛ من أجل قداسة العيش وهيبة الوجود. الشافعي لم يتأخر عن أداء الواجب الوطني ولكن وزارة الدفاع تخلت عن واجبها منذ 1995 والشاب التونسي البسيط الشافعي الثابت الذي لم يتأخر عن أداء الواجب الوطني الذي كلفه الكثير وخلف له إعاقة جسدية قيمتها لجنة الإعفاء التابعة لوزارة الدفاع الوطني ب1% قبل الثورة ثم أعادت تقييمها ب20% بعد الثورة وكأنه في تغيير الأرقام تغيير للأوضاع ولكن الحقيقة ليست هكذا فالشاب التونسي الشافعي الثابت لم يتلقّ أي تعويض مادي أو معنوي للضرر الذي لحقه زمن تأدية الواجب الوطني رغم صدور حكم بات في أحقية تعويضه عن الضرر الحاصل ولكن غرور أصحاب القرار في ذلك الوقت واللامبالاة الوزارية آنذاك حال دون تمكينه من جراية سقوط بدني أو تمكينه من فرصة العمل في مؤسسات تتلاءم وإعاقته الجسدية بل اكتفت بتمكينه من بطاقة علاج مجاني فقط لمعالجة العجز المتسبب في السقوط وزارة الدفاع الوطني زمن بن علي وابنتها زمن الحكومة المؤقتة همّشتا هذا الشاب التونسي وحرمتاه من حقوقه وأسهمتا في تعميق الإحساس بالتشاؤم لديه وتكوين العقد الاجتماعية في كيانه ودفعه إلى الندم على تطوعه لخدمة الواجب الوطني والتميز خلاله خاصة في التمارين الرياضيّة و البدنيّة التي كلّفته غاليا وأفقدتة مقوماته البدنية وتسبّبت له في عجز قدر ب20%. المأساة تزداد عمقا... والحصيلة اخوين عاجزين جسديا وماديا عائلة الشاب التونسي الشافعي الثابت فقدت منذ 1995 سندا عائليا كان من الممكن أن يعيلها ويحمل معها وزر الحياة الصعبة وعبء مصاريفها وفي سنة2006 تعمقت مأساتها وزاد الحمل عندما فقدت ثانيا سندا آخرا بنفس الأسلوب وفي نفس الظروف حيث تعرض الابن الثاني سالم الثابت إلى حادث خلال التمارين الرياضية في الخدمة العسكرية خلفت له 50% إعاقة جسدية وحرمته من نعمة المشي فظل عاجزا عن المشي منذ 2006 ودون الحصول على أي تعويض مادي أو معنوي ينسيه عجزه ويصبر عائلته ويجعلها تقبل عجزه وتعيله إلى آخر نفس في حياته. سالم الثابت شاب تونسي ظلمته سياسة بن علي وتجاوزته الحكومة المؤقتة ولا زال ينتظر ردة فعل الحكومة الجديدة فهل ستنصفه؟ سياسة الديكتاتورية التي مارسها بن علي وأتباعه مدة 23 سنة لم تخلّف إلا ضحايا في كل الميادين ولم تفرز إلا العقد الاجتماعية الانتقامية بين مختلف طبقات الشعب ولكن عملا بالمقولة العربية المأثورة "لابد لليوم من غدّ" ثار الشعب التونسي وتمرد وأزاح بن علي وأتباعه وكشف النقاب عن كل كواليس اللعبة السياسية القذرة ومخلفاتها وكانت حالة الأخوين الشافعي وسالم الثابت من بين الحالات ظلما وتهميشا بكل ما للكلمتين من عمق في المعنى لذلك لم يجد الأخوان بعد انسداد أبواب وزارة الدفاع الوطني في وجهيهما بعد الثورة وتواصل تهميشهما وتجاوزهما في الإجراءات الإصلاحية للوزارة لم يجدا سوى خيار الاعتصام وسيلة للضغط على أصحاب القرار لإعادة النظر بعدالة وإنسانية في ملفّيهما وإيجاد آليات إصلاحية جديدة تعيد إليهما الاعتبار وتعوضهما عن كل ما عاشاه من ظلم وتهميش وتنزع من قلبيهما المليئين بحبّ الوطن كل مؤشرات القهر والتشاؤم والانتقام. الأخوان يقرران الاعتصام بدءا من يوم 10جانفي الجاري الأخوان الشافعي وسالم قررا الدخول في اعتصام مفتوح يوم 10 جانفي القادم في مكتب العلاقات مع المواطن بوزارة الدفاع الوطني للفت نظر الوزارة إليهما ومراجعة حساباتها القديمة وإعطاء كلّ ذي حق حقه ورغم أن قرار الاعتصام رسمي فإن الشابّين اختارا وسائل الإعلام لتمرير مطالبهما والتعجيل بالنظر في ملفيهما قبل تنفيذ الاعتصام الذي اعتبراه آخر وسيلة ضغط لجآ إليها من اجل إيجاد حلول سلمية تعيد إليهما حقوقهما المهضومة زمن بن علي وبعد الثورة وإلى اليوم بعد تشكل الحكومة الجديدة. الأخوان الشافعي و سالم الثابت يتساءلان اليوم عما إذا كانت الحكومة الجديدة ستعيد إليهما الاعتبار وتمنحهما حقوقهما دون اللجوء إلى الاعتصام وتعطيل المصالح وهدر الوقت دون أي حاجة إلى ذلك. هو ملف عاجل لا يتحمل التأجيل والانتظار نضعه على مكتب وزير الدفاع الوطني ونمضي لنتركه يدرسه ويتفهم كل جوانبه وإبعاده ويأخذ في شأنه قراره النهائي الذي يأمل الشابان الشافعي وسالم الثابت أن يكون قرارا منصفا وعاد لا يعوضهما عن كل ما عاشاه من تهميش وظلم زمن بن علي وبعد الثورة.