في بداية العشرية الماضية وقبل احتلال العراق طلبت جريدة أمريكية إجراء لقاء مع الجنرال وبما انه يجهل تركيب جملة مفيدة ويجهل الإجابة... عن الأسئلة طلبت الوكالة من الصحفي الأمريكي تقديم الأسئلة حتى تكون الإجابة مستوفية المعاني مع أدق الأرقام وعند تسلم الإجابة قبل الجنرال استقبال الصحفي الأمريكي عن جريدة ذائعة الصيت وأثناء الاستقبال صب الجنرال جام غضبه عل صدام حسين ونعته بالدكتاتور الظالم المستبد ويظهر انه بالغ في شتم صدام لان الصحفي الأمريكي ذكر ذلك متهكما على الجنرال في مقدمة ما كتبه عن تونس وتعجب من حقد الجنرال التونسي على صدام حسين. وقيل ان صدام غضب من جنرال تونس عندما اطلع على ما كتبته الجريدة الأمريكية.. وكل الذين خذلوا صدام وهاجموه واظهروا شماتتهم فيه... جاءت نهايتهم تعيسة لأنهم كانوا في الوحل يغرقون ولم يكونوا اقل منه ديكتاتورية وظلما واستبدادا... جنرال تونس الى جانب الاستبداد والديكتاتورية والظلم اشتهر بالكذب وبالاحتيال وبإهدار أموال الشعب الى جانب إطلاق أيادي العبث في خيرات البلاد والاستحواذ على المال العام اما في مصر فقد هللت الصحف الموالية للسلطة عند سقوط صدام ونعتوه بأفظع الأوصاف متهكمين على بعث ابنيه وخاصة عدي الذي لم يحترم اي قانون... والمضحك ان رئيسهم ترك الأبواب لابنيه على مصراعيها الى جانب العصابة التي كانت تحيط به واما عن الظلم والاستبداد فحدّث ولا حرج.. ومحاكمات اليوم أحسن دليل على فظاعة حكم –لافاش كي ري- وفي ليبيا حاول العقيد التهرب من اتخاذ موقف من إحتلال العراق ولمح الى ان صدام كان حاكما مستبدا بينما في ليبيا (الحكم للشعب) يا للمهازل! واتضح ان أبناء العقيد كلهم كانوا يعبثون بالشعب وبسمعة وطنهم... وجاءت نهاية العقيد أتعس من نهاية صدام الذي انتقم منه الأمريكان بينما الشعب الليبي انتقم بأيدي أبنائه. وكل الذين خذلوا وتهربوا من اتخاذ موقف نزيه من احتلال العراق ومن الانتقام المنحط من صدام صفعتهم الحياة وتحولت أيامهم الى جحيم وهم يمشون على الجمر. تلك هي الحياة... الأقدار تنتقم للمظلومين وأبواب السماء مفتوحة أمام دعوة المقهورين.. ومن انتقد صدام على ما فعل فان لعنته تطاردهم وتتركهم يقاسون الأهوال.. فماهو شعور جنرال تونس في منفاه والفضائح تطارده؟ وما هو شعور كافور مصر وهو يقبع في السجن مع ابنيه وأفراد عصابة الشر التي أحاط نفسه بعناصرها؟ ولا داعي للإشارة الى الذين رحلوا.. والوحيد الذي صارح صدام كان المرحوم زيد حين حذره من انهم قرروا الفتك به وطلب منه اللجوء الى الإمارات. نوري مصباح