لا ينكر أحد أنّ بلادنا التي تعاقبت عليها حضارات على امتداد أكثر من 3 آلاف سنة تبقى متفتحة وعلى كل الحضارات والثقافات وخاصة منها ثقافة فرنسا التي استعمرتنا لمدة ثلاثة أرباع القرن والتي حرصت في كل مستعمراتها على نشر لغتها ... لكن بعد أن انبلج فجر الاستقلال تشبث شعبنا بإرادته الصادقة وبأول دستور له بلغتنا العربية لا غير ... وقد حرصت عديد المصالح التي تسعى لحماية الشخصية التونسية على التخاطب بلغة الضاد ولو أن محاولات التعريب لإدارتنا لم تفلح كثيرا على امتداد أكثر من نصف قرن ولكن عندما كانت الاذاعات المسموعة بالعاصمة وعدة مدن كبرى والتلفزة تملكها الدولة دون سواها لا يتم التحادث إلا باللغة العربية بالنسبة لجميع الوسائل الاعلامية . لكن مع حلول فترة السماح ببعث اذاعات وتلفزات خاصة أصبح استعمال عبارات فرنسية أمرا عاديا سواء بالنسبة للمنشطين أو حتى الضيوف في كل الحوارات سياسية كانت أو ثقافية أو رياضية خاصة ومن بين الذين يحاولون التحدث بلغة مختلطة نجد من لا يحسن التخاطب باللغة الفرنسية لكنه يعتقد ان ذلك نوعا من التحضر والتظاهر بالثقافة والتطور .. ويبقى المؤسف أن تصبح هذه الظاهرة كالانفلونرا التي تتفشى إصاباتها وتبقى خطرا على لغتنا وأمرا لا بد من التصدي له على الأقل في التلفزات والاذاعات المملوكة للشعب والتي من المفروض أن يحرم فيها التخاطب بلغة مزدوجة لا هي عربية ولا هي فرنسية بل شبيهة باللغة المالطية التي لا يفهمها كل التونسيين ويصعب جدا على أشقائنا العرب فهمها بسهولة أو التعود على فهمها ... مرشد السماوي