· حري بنا كسر شوكة المضاربين بمقاطعة المواد المحتكرة إن ما يحدث في بلادنا هذه الأيام مع اقتراب موعد تاريخي ... ألا وهو انتخاب المجلس التأسيسي وهو أول انتخاب سيتمكن من خلاله الشعب التونسي من التوجه نحو صناديق الاقتراع ليعبر عن رأيه بكل حرية دون أي تأثيرات سواء كانت داخلية أم أجنبية أو منع أي مواطن آمن بأن بلادنا دخلت مرحلة الديمقراطية التي تؤهل كل تونسي للمساهمة في تسيير البلاد بلا هيمنة رأي حزب أو تعليمات فوقية لنظام نصب نفسه حاكما في البلاد قصرا وأشاع الخوف بتنظيم بوليسي يقمع الناس دون شفقة أو رحمة والذي يحدث هذه الأيام من تهافت المواطنين من كل الطبقات الاجتماعية على المواد الغذائية بكميات كبيرة وخاصة مادة الحليب والماء وتكديسها سواء بالمنازل أو بالمتاجر لترويجها بأسعار ارفع من أسعارها الحقيقية أو تصريفها بطريقة غير قانونية وهي البيع المشروط..وينسى هؤلاء أن الكرامة قبل العجين والحليب وأن التهافت على كسب الديمقراطية الحقيقية والتحكم في مصير الأمة والحفاظ على توازنها وإدخال الفرحة في قلوب الجميع وإسناد الحقوق لأصحابها وتلقينهم كيف يوفقون بين المطالبة بالحقوق والوعي الحقيقي بالواجبات وإذا ما تواصل تصرف الأغلبية بالطريقة التي نشاهدها هذه الأيام في فترة حساسة ومرحلة انتقالية فلا يسعنا إلا أن نقول لا خير في شعب يتكالب على الحليب وعلى خروف العيد وينسى الاستحقاق الانتخابي الذي سيجمع كل أبناء الوطن في كل شبر من الربوع الطيبة التي تجمعنا وهذا الوطن أمانة بين أيدينا. نقول هذا لأننا لابد أن نؤمن بأننا شعب نأكل لنعيش ولا نعيش لنأكل وعليه لا بدّ أن لا ننسى أن هناك موعدا انتخابيا تاريخيا كسبانه بدماء شهداء إبرار لم تجف بعد دماؤهم ولم تمح ذكراهم من مخيلاتنا لأنهم فتحوا لنا أبواب الحداثة ونادوا بسيادة الشعب. ولا أبالغ إذا قلت أذني شخصيا ومع عديد الأصدقاء قررنا أن نقاطع سادة الحليب ولن نتناولها حتى يعود أبناء البلد إلى صوابهم..كما لن نشتري خروف العيد إلا بعد أن يعي المغفلون من أبناء بلدنا والمحتكرون أنه من قلة الحياء ومن الجهل أن نفرق بين الخروف القادم من ليبيا أو العائد من تونس ليس تهريبا أو تعديا على أي فئة من أبناء البلدين. تقول للجميع من أبناء تونس اليوم بربكم عودوا إلى صوابكم واعلموا أن هناك أنواعا عديدة من الأعداء يتربصون بنا ونذكر منهم دعاة التبشير المسيحية وعملاء الاستخبارات الأجنبية وكذلك الفئة التي لا تؤمن إلا بلغة السيف والقتل وسفك الدماء باسم الدين الإسلامي الذي هو براء من الذي يعتبر أن الدين ملكا له ويطوّعه حسب آرائه فرجاء يا أبناء بلدي في هذه الساعات التي تفصلنا عن موعد 23 جانفي 2011 حافظوا على أمن بلدكم واتحدوا من أجل الحفاظ على مكاسب دولتكم ومؤسساتها التي عادت لكم بكل شرف وبفخر واعتزاز...فما علينا الآن وغدا إلا أن نبقى حراسا للثورة التي فتحت أبواب ربيع عربي أبهر الجميع وأصبح خريفا لدى كل أقطار العالم حتى الدول الغربية التي كانت ولا زالت تحاول تلقيننا دروسا في التحرر والديمقراطية والحداثة وتوفير الكرامة للجميع...وفرض أنماط عيش غريبة عنا قادمة من الشرق والغرب الذي وصلته رياح التغيير. إن ثورة الياسمين حطمت جدار الخوف وودعت المذلة والخنوع للأبد ولابد اليوم أن ينسو الأنانية واللامبالاة وتشجيع الأغلبية الصامتة. مرشد المساوي